أكدت الدكتورة رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الوطني والأهلي بالقدس، أن المخطط الإسرائيلي لإقامة ما يُعرف بـ"المدينة الإنسانية" في قطاع غزة ما هو إلا محاولة لفرض واقع ميداني جديد، يُستخدم فيه الغطاء الإنساني كأداة لإعادة توزيع السكان قسرًا.

وخلال مداخلة عبر فضائية إكسترا نيوز، أوضحت النتشة أن المخطط لا يستند إلى أي شرعية قانونية أو توافق دولي، مشيرة إلى أن المدينة المزمع إنشاؤها على مساحة 55 كيلومترًا مربعًا تستهدف حصر أكثر من مليوني فلسطيني في منطقة واحدة، في ظروف وصفتها بأنها كارثية من الناحية الإنسانية.

"أشبه بمعسكرات اعتقال"

وأشارت النتشة إلى أن ما تخطط له إسرائيل يُعد أسوأ من معسكرات الاعتقال النازية، من حيث انعدام البعد الإنساني والقسوة في التنفيذ، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على التهجير القسري والتجويع والقصف العنيف لدفع السكان إلى الانتقال نحو تلك المنطقة، والتي وصفتها بـ"منطقة احتجاز جماعي"، لا تتوفر فيها أدنى مقومات الكرامة أو الأمان.

"الأصابع الأمنية تعود من جديد"

واعتبرت النتشة أن المخططات الحالية تُعيد إلى الأذهان خطة "الأصابع الأمنية الخمسة" التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون في عام 2000، والهادفة إلى تقسيم قطاع غزة إلى مناطق منفصلة يسهل التحكم بها أمنيًا.

كما كشفت أن إسرائيل تمهد هذه المناطق ميدانيًا عبر تجريفها باستخدام الجرافات والمقاولين المدنيين، لإنشاء شريط عازل بعمق يصل إلى 2 كيلومتر داخل غزة شمالًا وجنوبًا، في خطوة واضحة لتكريس السيطرة الأمنية.

الدعم الأمريكي "عائق أساسي"

وانتقدت النتشة بشدة الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل، مؤكدة أنه يمثل العقبة الأكبر أمام أي تسوية عادلة. وأضافت: "لا يمكن للولايات المتحدة، في ظل الهيمنة الصهيونية على القرار الأمريكي، أن تقول لإسرائيل كفى".