تواصل وزارة الصحة والسكان جهودها المستمرة لتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، حيث أعلنت عن تنفيذ برنامج موسع للكشف المبكر عن مرض الدرن الكامن بين مرضى الغسيل الكلوي، وذلك في المستشفيات التابعة للوزارة بمختلف محافظات الجمهورية. ويأتي هذا البرنامج كجزء من خطة الدولة لحماية الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وتقديم العلاج الوقائي قبل تطور المرض إلى مراحل نشطة.

وبحسب تصريحات الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، فقد وفرت الوزارة كواشف تحليل «كوانتيفيرون» الدقيقة، والتي تُستخدم للكشف عن الإصابة بالدرن الكامن. وتم بدء العمل بها في عدد من مستشفيات الصدر الكبرى، منها العباسية والمنيا وأسيوط والزقازيق والمحلة والمنصورة والمعمورة، على أن تُربط باقي المحافظات بها تدريجيًا لضمان تغطية وطنية شاملة. كما تم إعداد استبيانات صحية لتقييم الحالات، إلى جانب تدريب الفرق الطبية على آليات التطبيق السليم للبرنامج.

الدكتور بيتر وجيه، مساعد وزير الصحة للشئون العلاجية، أشار إلى أنه تم حتى الآن إجراء اختبارات الفحص لأكثر من 30,560 مريض غسيل كلوي داخل 345 مركزًا على مستوى الجمهورية. وتوزعت المراكز ما بين مديريات الشؤون الصحية، ومراكز التأمين الصحي، وأمانة المراكز الطبية المتخصصة، وهيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية، إلى جانب مستشفيات المؤسسة العلاجية. وأوضح أنه يتم نقل العينات من المراكز إلى معامل مستشفيات الصدر لتحليلها بدقة، وفق القواعد المعتمدة.

وقد أكد الدكتور وجدي أمين، مدير عام إدارة الأمراض الصدرية، أن تحليل «كوانتيفيرون» يعد من أكثر الفحوصات دقة لتحديد الإصابة بالدرن الكامن، خاصة لدى المرضى ذوي المناعة الضعيفة كمرضى الغسيل الكلوي. ويتميز هذا الفحص بقدرته على اكتشاف العدوى في مراحلها المبكرة، ما يتيح الفرصة للتدخل السريع وتقديم العلاج الوقائي المناسب، ويقلل من فرص انتقال العدوى أو تحوّلها إلى درن نشط.

تؤكد وزارة الصحة من خلال هذا البرنامج التزامها بحماية صحة المواطنين، وتطبيق استراتيجيات فعالة للكشف المبكر والوقاية من الأمراض المعدية، مع التركيز على تقديم رعاية صحية متكاملة للفئات الأكثر احتياجًا.