دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة أكثر تعقيدًا على الصعيدين السياسي والعسكري، في ظل تصاعد التوتر بين موسكو والدول الغربية، وتتابع التطورات الميدانية والدبلوماسية دون مؤشرات واضحة على اقتراب حل سلمي ينهي هذا الصراع المستمر.

ففي الوقت الذي تواصل فيه القوات الروسية هجماتها في شرق وجنوب أوكرانيا، كثّفت الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة وحلف الناتو، من دعمها العسكري لكييف، سواء من حيث التسليح أو التدريب، في خطوة ترى فيها موسكو تجاوزًا للخطوط الحمراء وتهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

وفي المقابل، زادت روسيا من وتيرة استهداف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، خاصة منشآت الطاقة والمواصلات، في محاولة لإضعاف القدرة الدفاعية والاقتصادية لكييف، بينما تتهم أوكرانيا موسكو بارتكاب "جرائم حرب" وتطالب بتحقيقات دولية.

دبلوماسيًا، لم تفلح أي من المبادرات الإقليمية أو الدولية في تحقيق تقدم ملموس نحو تهدئة الصراع، وسط تمسك كل طرف بمطالبه، وتبادل الاتهامات بشأن المسؤولية عن استمرار الحرب. ويخشى مراقبون أن يؤدي الجمود السياسي إلى تصعيد أوسع قد يتجاوز حدود أوكرانيا، ما يجعل الأزمة واحدة من أخطر التهديدات التي تواجه الأمن الأوروبي والعالمي في الوقت الراهن.