أعربت قيادات حزبية مصرية عن رفضها القاطع لما وصفوه بـ"دعوات التظاهر العبثية" أمام السفارات المصرية في الخارج، بزعم دعم القضية الفلسطينية، مؤكدين أن تلك التحركات لا تمت للوطنية بصلة، وتخدم في حقيقتها خصوم القضية الفلسطينية، وتستهدف الإساءة إلى الدولة المصرية وتشويه دورها الإقليمي التاريخي.
دعوات مشبوهه وهدفها ضرب الدولة
رئيسة حزب مصر أكتوبر، الدكتورة جيهان مديح، أكدت أن تلك الدعوات تقودها جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمات مشبوهة اعتادت المتاجرة بالقضية الفلسطينية كلما ضاقت بها السبل، مشيرة إلى أن استغلال قضية عادلة في لحظة دقيقة لا يخدم الفلسطينيين بل يسعى لاختراق الصف الوطني المصري.
وقالت مديح، في بيان رسمي، إن الدولة المصرية تتحرك منذ اندلاع العدوان على غزة بمسؤولية وطنية كاملة، من خلال التنسيق الدبلوماسي والجهود الإنسانية، فضلًا عن الدعم المتواصل في شكل مساعدات عاجلة ونداءات دولية لوقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة شاملة. وأكدت أن مصر لا تنتظر توجيهًا من أحد لتؤدي دورها القومي، وأن القيادة السياسية، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، تضع القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياتها.
وأضافت مديح أن الرد الحقيقي على تلك التحركات المشبوهة هو التفاف الشعب المصري حول دولته ومؤسساتها، مشددة على أن مصر لا تساوم على كرامة الفلسطينيين، ولا تتخلى عن مسؤولياتها القومية، بل تقاتل في ميادين السياسة والدبلوماسية من أجل تحقيق العدالة ووقف نزيف الدم.
موقف ثابت من الدولة المصرية
بدوره، أعلن رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، رفضه لدعوات التجمهر أمام السفارات المصرية، معتبرًا إياها "محاولة رخيصة للمزايدة السياسية" وتشويه متعمد للدور المصري. وأوضح أن مصر كانت ولا تزال الحائط الصلب في مواجهة مخططات الاحتلال، وأنها تتحرك بكل قوة لوقف العدوان على غزة وفضح الجرائم الإسرائيلية أمام المحافل الدولية.
وأشار صقر إلى أن القاهرة تتحمل الجزء الأكبر من الأعباء السياسية والإنسانية، سواء من خلال فتح معبر رفح للمساعدات رغم التحديات، أو عبر مسارات التفاوض المعقدة لحقن دماء الفلسطينيين، مؤكدًا أن مصر تتحرك بإرادة وطنية خالصة، بينما تحاول بعض القوى السياسية ركوب موجة الشعارات لدغدغة المشاعر دون تقديم أي حلول حقيقية.
تحركات مغرضة تخدم أجندات معادية
من جانبه، شدد الدكتور محمد أبو العلا، رئيس الحزب العربي الناصري، على أن تلك الدعوات تمثل سلوكًا مرفوضًا ومشبوهًا يسيء للدولة المصرية ويخدم أجندات خارجية تستهدف استقرار البلاد ودورها القومي، مشيرًا إلى أن من يدعو للتظاهر ضد مصر إنما يخدم الاحتلال الإسرائيلي ويضعف الجبهة العربية الموحدة.
وفي السياق نفسه، أكد ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن الترويج للتجمهر أمام السفارات المصرية ما هو إلا عبث سياسي ومحاولة خبيثة لتشويه صورة الدولة المصرية في الخارج، في توقيت تقود فيه معركة دبلوماسية وإنسانية غير مسبوقة دفاعًا عن الأشقاء الفلسطينيين.
وأضاف أن جماعات مشبوهة، وعلى رأسها التنظيمات الإرهابية، تستغل الأزمات لإثارة الرأي العام وبث الفتنة، مؤكدًا أن تلك التحركات لا تخدم فلسطين، بل تعرقل جهود وقف إطلاق النار، وتضر بالمواقف الداعمة للشعب الفلسطيني التي تتبناها القاهرة منذ بداية الأزمة.
التوحد خلف الدولة واجب وطني
وأكدت القيادات الحزبية في ختام بياناتها، أن التوقيت الراهن لا يحتمل مزايدات ولا انقسام، بل يتطلب التوحد خلف الدولة المصرية التي تخوض معركة حقيقية دفاعًا عن الحقوق العربية والفلسطينية، داعين إلى رفض كل دعوات الفتنة والوقوف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية والمؤسسات الوطنية.