في كلمته أمام اجتماع جامعة الدول العربية، أكد ممثل دولة فلسطين، السفير مهند العكلوك، أن الشعب الفلسطيني يتعرض منذ 673 يوماً لإبادة جماعية ممنهجة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن إسرائيل تمارس القتل والحصار والتجويع بحق أكثر من 2.3 مليون مدني في قطاع غزة، نصفهم من الأطفال، "أمام كاميرات وأنظار العالم" دون أن تتحرك المنظومة الدولية لوقف هذه الجرائم.

وأوضح العكلوك، أن قوات الاحتلال منعت دخول الغذاء والماء وحليب الأطفال والمكملات الغذائية، وقصفت آبار المياه والمخابز وأغلقت المعابر، وحولت ما يسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" إلى "مصائد موت" للمجوعين، الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة للحصول على المساعدات، قبل أن يتم إطلاق النار عليهم، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 1500 فلسطيني في هذه الظروف.

وأشار ممثل فلسطين إلى أن حكومة الاحتلال أعلنت نيتها فرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة، وتنفيذ خطة تهجير قسري للشعب الفلسطيني على غرار نكبة 1948، إلى جانب تصويت برلمان الاحتلال لصالح ضم الضفة الغربية ومنع إقامة دولة فلسطينية. وأضاف: "غزة التي تتعرض للإبادة لا تزال أرضاً محتلة وفق القانون الدولي، لأن الاحتلال يسيطر على حدودها ومجالها الجوي والبحري ومعابرها".

وفي الضفة الغربية والقدس، بيّن أن الاحتلال يمارس القتل وهدم المنازل وتوسيع الاستيطان وتدمير مخيمات اللاجئين، إضافة إلى تصعيد غير مسبوق في انتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك واقتحامه من قبل المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال.

وطالب ممثل فلسطين الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف واتفاقية منع الإبادة وميثاق روما، والدول العربية الموقعة على معاهدة الدفاع المشترك، باتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ووقف العدوان. وأكد أن "هذا حق يوجبه القانون الدولي، وليس رجاءً أو منّة"، محملاً المجتمع الدولي المسؤولية عن خذلان الفلسطينيين.

وفي ختام كلمته، وجّه رسالة مباشرة إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قائلاً: "وهم الانتصار على الشعب الفلسطيني سراب، وفلسطين لشعبها حرة عربية أبية، وسيكتب طفل فلسطيني على شاهد قبرك في مزابل التاريخ: هذا قاتل وليس مقاتل". كما استشهد بمقطعين شعريين للشاعرين مهذل الصقور ومحمد أولاد أحمد، مؤكداً أن الفلسطينيين متمسكون بحقهم في العودة والدفاع عن وطنهم رغم كل محاولات القتل والحصار والتجويع.