فرنسا تحذر روسيا: الناتو والاتحاد الأوروبي جاهزان للرد على الخروقات الجوية.. وبارو يكشف عن خطط لدعم أوكرانيا ولبنان وسوريا
في تصريحات نارية تحمل رسائل ردع وتحذير، شدّد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على أنّ الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لن يقفا مكتوفي الأيدي أمام الخروقات الجوية الروسية على حدود دول الحلف، واصفاً هذه التحركات بأنها "استفزازات غير مقبولة تهدف إلى التغطية على فشل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عسكرياً واقتصادياً"، وذلك خلال مقابلة مع قناة "العربية" على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ المنعقد بمدينة العلا السعودية.
وأكد بارو أن الرد الأوروبي ـ الأطلسي قد يتدرج من إصدار التحذيرات وصولاً إلى التدمير الكامل لأي خرق، مشيراً إلى أن جميع الخيارات مطروحة لحماية الأجواء السيادية لدول الاتحاد الأوروبي والناتو.
الحرب في أوكرانيا: "إجبار بوتين على وقف النار"
وحول الأزمة الأوكرانية، شدّد وزير الخارجية الفرنسي على ضرورة ممارسة ضغط دولي أكبر لإجبار روسيا على وقف إطلاق النار، لافتاً إلى تحسّن أداء الجيش الأوكراني بفضل الدعم العسكري والسياسي المتزايد من أوروبا والولايات المتحدة.
وكشف بارو عن دعم بلاده لفرض حزمة جديدة من العقوبات على موسكو تستهدف موارد تمويل الحرب، مع الدفع باتجاه توفير مصادر تمويل طويلة الأجل لأوكرانيا تضمن استمرارها في مواجهة الغزو الروسي.
لبنان: نزع سلاح حزب الله ومؤتمر لدعم الجيش
وفي الملف اللبناني، أوضح بارو أن الحل في بيروت يمر عبر نزع سلاح حزب الله، وإعادة الإعمار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب، مشيراً إلى أن باريس، بالتنسيق مع الرياض وبدعم مباشر من الرئيس الفرنسي، تسعى لتنظيم مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني ليكون الجهة الوحيدة المخوّلة بحمل السلاح.
كما أثنى الوزير الفرنسي على دور المبعوث الأمريكي توم باراك، مؤكداً أن التنسيق الفرنسي ـ الأمريكي قوي للغاية لتحقيق هدف مشترك هو إقامة دولة لبنانية قوية ذات سيادة.
سوريا: دعم الشعب والحوار مع دمشق
وعن الأزمة السورية، جدّد بارو دعم باريس للشعب السوري، مبرزاً وجود حوار متواصل مع السلطات السورية حول الإصلاحات المؤسسية المطلوبة لإعادة الاستقرار.
وأشار إلى نجاح بعض التجارب الأمنية في الساحل السوري، معبّراً عن أمل بلاده في توسيع الحوار وضمان حقوق المواطنة الكاملة لجميع السوريين داخل دولة سورية موحّدة.
شراكة استراتيجية مع السعودية
وفي ختام تصريحاته، وصف بارو العلاقات الفرنسية ـ السعودية بأنها "كبيرة واستراتيجية"، مؤكداً أنها تشمل مجالات الأمن والاقتصاد والثقافة، بما يعزز مكانة الرياض كـ"شريك محوري" لفرنسا في المنطقة.