كشفت وزارة الدفاع المصرية، «وثائق حرب أكتوبر 1973 – أسرار الحرب»، عن تفاصيل خطة جرانيت 2 المعدلة، التي شكّلت الركيزة الأساسية لنجاح عملية بدر وعبور قناة السويس في السادس من أكتوبر 1973، في واحدة من أعظم العمليات العسكرية في تاريخ الشرق الأوسط.

 

وأوضحت الوثائق أن خطة جرانيت 2 جاءت تطويرًا للنسخة الأصلية، مع هدف السيطرة على المضائق الجبلية بسيناء وتنفيذ عمليات متزامنة على الساحل الشرقي لخليج السويس والبحر الأحمر. وعلى الرغم من طموحها، كانت الخطة تتطلب قدرات عسكرية لم تكن متاحة وقتها، الأمر الذي دفع القيادة المصرية لدمجها مع خطة المآذن العالية، التي ركزت على العبور المنظم للقناة، تدمير خط بارليف، وحماية القوات بالغطاء الجوي والدفاع الجوي، لتشكيل خطة شاملة وواقعية أطلق عليها اسم عملية بدر.

 

واستندت الخطط إلى استراتيجية خداع متكاملة، تضمنت تضليل القيادة الإسرائيلية بأن التحركات مجرد تدريبات روتينية، مع تعزيز الانطباع عبر تنسيق بين الأجهزة السياسية والدبلوماسية والإعلامية، ما ساهم في نجاح المفاجأة العسكرية.

 

أعدّت القيادة البحرية المصرية في البحر الأحمر مناطق إنزال ونقاط تمركز للقوات الخاصة، مع تأمين طرق الإبحار ونقاط التحميل، ضمن خطة متكاملة جمعت بين الأهداف البرية والبحرية والجوية لضمان تحقيق المفاجأة وإرباك العدو.

 

نجح دمج خطتي جرانيت 2 والمآذن العالية في بناء خطة متكاملة، أدت إلى نجاح عملية بدر وعبور القوات المصرية للقناة، وتحقيق عنصر المفاجأة الذي أربك القيادة الإسرائيلية وغير موازين الصراع. وأكدت الوثائق أن هذا الدمج يعكس احترافية القيادة المصرية وعبقرية التخطيط العسكري، ما جعل العملية مثالًا فريدًا على التخطيط الاستراتيجي قبل الحروب الكبرى.