لم تكن القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة مجرد اجتماع سياسي تقليدي، بل كانت قمة السيادة بامتياز، قمة ردعت الغطرسة وأعادت التوازن، قمة أكدت أن العرب والمسلمين إذا اجتمعوا فإن صوتهم يعلو فوق كل ضجيج.
في هذه القمة، تحدث سمو الأمير المفدى بكلمة صادقة وواضحة، كلمة خرجت من قلب قائد حمل همّ شعبه وأمته، وأكد أن قطر ستتخذ كل ما يلزم لحماية أمنها وسيادتها في مواجهة العدوان الإسرائيلي السافر. لم تكن كلمته مجرد خطاب دبلوماسي، بل كانت صرخة كرامة ونداء سيادة حملت رسالة واضحة إلى العالم: “قطر لن تنحني، والأمة العربية والإسلامية ليست ضعيفة، وإنما جنحت للسلام لأن السلام خيار الأحرار، لا المستسلمين”.
هذه القمة جاءت لتفضح أوهام نتنياهو وأحلامه التوسعية، فهو لا يعرف لغة سوى الحرب و يسعى لتصدير أزماته على حساب دماء الأبرياء في غزة وفلسطين، ويتمادى في تهديد سيادة الدول. لكن من الدوحة، خرج الرد واضحاً: السيادة خط أحمر، وأحلام “إسرائيل الكبرى” ستتحطم على صخرة إرادة شعوب الأمتين العربية والإسلامية.
شخصياً، وأنا أتابع القمة ، شعرت بحراك غير مسبوق. شعرت أن صوت الأمير كان صوت كل قطري، بل صوت كل عربي ومسلم غيور على كرامته. كانت لحظة تاريخية جعلتني أرفع رأسي عالياً، وأنا أرى الأشقاء يجتمعون نصرة لقطر أولاً، ولغزة وفلسطين والسيادة وكرامة شعوب الامة.
إنها قمة السيادة لأنها أعلنت بوضوح أن الاعتداء على قطر هو اعتداء على الأمة كلها، ولأنها ربطت مصيرنا بمصير فلسطين. السيادة هنا لم تعد كلمة بروتوكولية تُقال على المنابر، بل تحولت إلى موقف جماعي، إلى جبهة واحدة ترد على العدوان وتقول للعالم إن الأمة موجودة وقادرة على حماية مستقبلها. وهي جسد واحد كالبنيان المرصوص .
آخر نقطة ..
قمة الدوحة ستظل محفورة في الذاكرة. قمة السيادة، قمة الكرامة، قمة الردع في وجه الاحتلال.
ونقولها كما قال سمو الأمير المفدى حفظه الله: نحن مع السلام، لكننا لسنا ضعفاء، نحن دعاة بناء، لكننا قادرون على الردع.
هنا الدوحة الدوحة .. من ارض العزة والكرامة انطلق صوت الامة : السيادة أولاً، والسيادة أخيراً.