رئيس التحرير د.أسماء حسنين
Ad Space 700x70
قرارات ترافيك

الأسد الصاعد" و"الوعد الصادق": الشرق الأوسط يشتعل بين نيران إسرائيل وإيران

أروى محجوب / يونيو 13, 2025 11:59 م


في فجر يوم الجمعة، استيقظ الشرق الأوسط على تصعيد غير مسبوق، بعدما نفذت إسرائيل ضربة جوية موسعة ضد منشآت نووية وعسكرية داخل إيران، في عملية سُميت بـ"الأسد الصاعد". العملية التي شاركت فيها أكثر من 200 طائرة، استهدفت مواقع ذات حساسية بالغة مثل نطنز، فوردو، أصفهان، وطهران، وأسفرت – وفق تقارير أولية – عن مقتل شخصيات بارزة، من بينها رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، ما شكّل نقطة تحول دراماتيكية في صراع ظلّ طويلًا في الظل.

ي".

وفي الوقت ذاته، أفادت وكالة رويترز أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تسجل إصابات مباشرة في مواقعها، لكن الضربة قد تعقّد مهمة الرقابة الأممية، وهو ما دفع المدير العام للوكالة للتعبير عن استعداده للسفر إلى طهران في محاولة لاحتواء الوضع.


ردود الفعل العالمية تباينت بشكل حاد


إسرائيل وصفت العملية بأنها "ضربة وقائية ضرورية لحماية أمنها القومي"، بينما أبدى مراقبون غربيون قلقًا بالغًا من احتمال اتساع نطاق المواجهة لتشمل أطرافًا دولية، خاصة بعد مؤشرات على حالة استنفار في دول الخليج، الأردن، ولبنان.


وفي حين تجنبت معظم الصحف الغربية استخدام تعبير "عدوان" لوصف العملية، مال الخطاب الإعلامي الإيراني إلى اعتبار الضربة "انتهاكًا صارخًا للسيادة"، واتهم إسرائيل بشن "عدوان صهيوني مدبر" قد يفتح أبواب حرب شاملة في المنطقة.


رد إيران: "الوعد الصادق III"

لم يتأخر الرد الإيراني كثيرًا. فمع حلول المساء، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية إطلاق حملة صاروخية واسعة ضمن ما أسمته "عملية الوعد الصادق III". وشملت الحملة إطلاق مئات الصواريخ الباليستية وأكثر من 100 طائرة مسيرة استهدفت تل أبيب والقدس، في واحدة من أكبر الهجمات الإيرانية العلنية على إسرائيل.


الجيش الإسرائيلي قال إن عدد الصواريخ لم يتجاوز 100، وإن منظومات الدفاع الجوي – بدعم مباشر من الولايات المتحدة – تمكنت من اعتراض معظمها. ومع ذلك، تم تسجيل 22 إصابة متفاوتة الخطورة وأضرار في عدد من المباني السكنية في مدن مركزية.


تصريحات نارية ومخاوف ممتدة


وكالة رويترز نقلت عن مصدر أمني إيراني أن "الرد لم ينتهِ بعد"، مؤكدًا أن الرد سيكون "قاسيًا وحاسمًا"، دون تحديد موعد أو طبيعة الردود المقبلة. أما المرشد الأعلى علي خامنئي، فقد اعتبر أن "النظام الصهيوني بدأ حربًا"، مضيفًا: "لن يمرّ الهجوم دون عواقب وخيمة. الرد لن يكون بنصف القوة، بل بكاملها".


هل نحن على أعتاب حرب إقليمية شاملة؟

إسرائيل، من جهتها، ترى في عمليتها عودة إلى "عقيدة الردع عبر القوة"، وهي العقيدة التي لطالما تبنتها منذ عقود. لكن حجم العملية ونوع الأهداف يشيران إلى تحول نوعي في قواعد الاشتباك، ما يفتح تساؤلات عن إمكانية احتواء هذا التصعيد دبلوماسيًا في المدى القريب.


المؤكد أن الشرق الأوسط دخل مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة، حيث لم تعد الضربات تدار في الخفاء، ولا الخطابات تنحصر في التصعيد الكلامي. لكن الوضع يطرح سؤالًا حرجًا: هل بات الشرق الأوسط على أعتاب صراع مفتوح لا يمكن احتواؤه دبلوماسيًا؟