استغلال الرياضيين لشعبيتهم الجارفة خارج الملاعب ليس ظاهرة جديدة؛ لكنها تكتسب أبعادًا أكثر عمقًا مع كل قصة نجاح جديدة، فبعد أن كان الأمر يقتصر على المناصب الشرفية، باتت الطموحات تتجه نحو سدة الحكم، وهو ما جسده بشكل مثالي اللاعب الليبيري جورج ويا، الذي انتقل من نجمٍ عالميٍّ فاز بجائزة أفضل لاعب في العالم، إلى رئيس لبلاده في تحوّل أثار تساؤلات حول أسباب هذه الظاهرة.



شعبية الرياضيين، خاصة في الألعاب الجماعية ككرة القدم، تمثل رصيدًا سياسيًا لا يقدر بثمن، فعلى عكس السياسيين التقليديين الذين قد يواجهون تشكيكًا في مصداقيتهم، يُنظر إلى الرياضيين كأبطال شعبيين، يتمتعون بصورة إيجابية لدى الجماهير، مرتبطة بالعمل الجاد، الانضباط، والإصرار على تحقيق النجاح.. هذه الصورة الذهنية القوية تمنحهم ميزة كبيرة في حملاتهم الانتخابية.

وما دعم من موقف جورج وايا في الانتخابات هو أن غالبًا ما يأتي الرياضيون من خلفيات متواضعة، مما يجعل الناخبين يرون فيهم انعكاسًا لطموحاتهم وأمالهم، وهو ما كان واضحًا في حالة جورج ويا الذي نشأ في الأحياء الفقيرة بليبيريا.



لا يقتصر الأمر على جورج ويا، هناك العديد من الأمثلة العالمية التي تؤكد أن الملاعب هي الطريق الأقصر لقلوب الناخبين، مثل كاكا كالادزه، اللاعب الجورجي السابق ونجم نادي ميلان الإيطالي، الذي تحول إلى سياسي ناجح ليشغل منصب نائب رئيس وزراء بلاده، قبل أن يصبح عمدة للعاصمة تبليسي.



وايضًا أرنولد شوارزنيجر، النجم العالمي في كمال الأجسام والسينما، الذي استغل شهرته الطاغية ليصبح حاكمًا لولاية كاليفورنيا الأمريكية.