جدد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، اليوم الثلاثاء، الدعوة لوقف فورى للتوترات المتصاعدة فى الشرق الأوسط، وقال إن الأمين العام يجري مكالمات هاتفية في إطار الجهود الرامية لوقف الصراع بين إيران وإسرائيل.
وأضاف فرحان حق، بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أن الأمين العام أكد إدانته لأي تصعيد عسكري وقلقه العميق بشأن الهجمات المكثفة، وأيضا موقفه الراسخ، منذ فترة طويلة، بشأن الحاجة إلى حل دبلوماسي للمسألة النووية الإيرانية. وكان الأمين العام قد شدد في منشور على موقع التواصل الاجتماعي على ضرورة تغليب السلام والدبلوماسية.
وبدوره، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو جروسي، أن التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يهدد الأرواح، ويزيد من احتمالية حدوث تسرب إشعاعي ذي عواقب وخيمة على الناس والبيئة، ويؤخر العمل الضروري نحو حل دبلوماسي يضمن على المدى الطويل عدم حصول إيران على سلاح نووي، ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد.
وحث جروسي، في إحاطة لمجلس محافظي الوكالة، أعضاء المجلس على سلك جميع الطرق الدبلوماسية الممكنة، مضيفا أنه لا يزال مستعدا للقيام بدوره، بما في ذلك السفر في أقرب وقت ممكن لتقييم الوضع “وضمان السلامة والأمن ومنع الانتشار في إيران.
وقال جروسي إنه كما هو الحال مع الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تقف مكتوفة الأيدي خلال هذا الصراع، مؤكدا أنها ستعمل على المساعدة في منع وقوع حادث نووي قد يؤدي إلى عواقب إشعاعية لا يمكن التنبؤ بها، إلا أن هذا يتطلب حوارا بنّاء ومهنيا.
وأضاف “قد يبدو الأمر مستعصيا في خضم الصراع العسكري المستمر، إلا أننا أظهرنا من قبل أنه – حتى في مثل هذه الظروف – يمكن أن تفيد المساعدة التقنية المحترمة والمحايدة الجميع”. ودعا الدول الأعضاء إلى الاستجابة للدعوة لمؤازرة الوكالة “في مساعدة أولئك الذين يتبادلون إطلاق النار اليوم، لتجنب الأسوأ”، مضيفا: “هناك دائما وقت ومكان للدبلوماسية”.
وأطلع المدير العام، مجلس المحافظين على الوضع في المواقع النووية الإيرانية، مشيرا إلى أنه لم تحدث أي أضرار إضافية في موقع محطة تخصيب الوقود في نطنز منذ هجوم يوم 13 يونيو، الذي دمر الجزء فوق الأرض من محطة تخصيب الوقود التجريبية، وهي إحدى المحطات التي كانت إيران تنتج فيها اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%.
وقال إنه “لم يكن هناك أي مؤشر” على وقوع هجوم مادي على قاعة التفاعل النووي المتسلسل تحت الأرض، إلا أنه أشار إلى احتمال تضرر أجهزة الطرد المركزي هناك مع انقطاع التيار الكهربائي عن القاعة.
وأضاف “ظل مستوى النشاط الإشعاعي خارج موقع نطنز دون تغيير وعند مستويات طبيعية، مما يشير إلى عدم وجود تأثير إشعاعي خارجي على السكان أو البيئة من هذا الحدث”.
وتابع أنه بالإضافة إلى ذلك، تضررت أربعة مبان في هجوم يوم الجمعة على موقع أصفهان النووي، إلا أن مستويات الإشعاع خارج الموقع ظلت دون تغيير هناك أيضا. وقال إنه لم يُشاهد أي ضرر في موقع محطة فوردو لتخصيب الوقود أو في مفاعل خندب للماء الثقيل، الذي هو قيد الإنشاء. وأضاف أن محطة بوشهر للطاقة النووية لم تُستهدف ولم تتأثر بالهجمات الأخيرة، وكذلك مفاعل طهران للأبحاث.
وأقر جروسي بالتعاون وتبادل المعلومات بين السلطات الإيرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا أنه في ظل هذه “الظروف الصعبة والمعقدة”، من الأهمية بمكان أن تتلقى الوكالة معلومات فنية منتظمة وفي الوقت المناسب حول المرافق.