أكد المهندس عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أن أعظم إنجازات ثورة 23 يوليو 1952 هو المواطن المصري، مشيرًا إلى أن 95% من المصريين قبل الثورة لم يكن لديهم أي حقوق إنسانية أو اجتماعية، في ظل سيطرة قلة على مقدرات الوطن.

 

وأوضح عبد الحكيم، خلال حديثه أن الثورة أعادت للإنسان المصري كرامته، وفتحت له أبواب التعليم والرعاية الصحية والعمل، وجعلت أبناء الطبقات المهمشة وزراء وعلماء ومهندسين، بعدما كانوا مجرد خدم أو مهمشين لا صوت لهم.

 

ثورة يوليو.. الغائب الحاضر

 

واعتبر عبد الحكيم أن ثورة يوليو لا تزال حاضرة في كل تفاصيل المشهد المصري والعربي، رغم مرور 73 عامًا على قيامها و55 عامًا على رحيل قائدها، مشيرًا إلى أن مبادئها لا تزال تشكل مرجعية لحركات التحرر والعدالة الاجتماعية في الوطن العربي.

 من تأميم القناة إلى بناء الإنسان

 

ووصف تأميم قناة السويس بأنه أحد أعظم إنجازات الثورة، مؤكدًا أن الوثائق البريطانية نفسها أظهرت أن بريطانيا لم تكن تنوي إعادة القناة إلى مصر طواعية، وأن ما فعله عبد الناصر في 1956 كان ضرورة وطنية وتاريخية.

كما أشار إلى السد العالي بوصفه "أبو الإنجازات"، مشددًا على أن مصر استطاعت بفضله مواجهة التحديات المائية في ملف سد النهضة، فضلًا عن دوره في دعم الصناعة من خلال إنشاء 1200 مصنع في فترة زمنية وجيزة.

 

نهاية الملكية وبداية الجمهورية

 

أكد نجل عبد الناصر أن ثورة يوليو حررت 95% من المصريين الذين كانوا بلا حقوق في ظل حكم الملكية، قائلاً إن نظام ما قبل الثورة كان خاضعًا لسلطة المندوب السامي البريطاني، والذي كان يفرض إرادته على المشهد السياسي بالكامل، كما تجلى في واقعة 4 فبراير 1942.

 

نكسة 67 وتنحي عبد الناصر

 

تحدث عبد الحكيم عن ذكرياته في نكسة 1967، مؤكدًا أن والده تحمّل المسؤولية كاملة وأعلن تنحيه عن الحكم، رغم أن قادة دول أخرى تعرضوا للهزيمة ذاتها ولم يتحملوا المسؤولية. وأوضح أن والدته كانت ترى أن تنحيه كان ضرورة لصالحه، لكنه استجاب لنداءات الشعب بالتراجع عن قراره.

 

هل كانت وفاة عبد الناصر مدبّرة؟

فيما يتعلق بوفاة الزعيم، لم يستبعد عبد الحكيم وجود شبهة اغتيال، مؤكدًا أن المستندات الأمريكية كشفت عن 5 محاولات لاغتيال عبد الناصر، وأن توقيت الوفاة بعد إنجاز حائط الصواريخ يثير الشكوك، خاصة في ظل غياب عينة من الجثمان لتحليل أسباب الوفاة بدقة.

 

حل الأحزاب والحريات السياسية

 

وردًا على الانتقادات الموجهة لحل الأحزاب في عهد عبد الناصر، قال عبد الحكيم إن تلك الأحزاب كانت أحد أسباب تدهور الأوضاع قبل الثورة، وأن عبد الناصر كان يؤمن بأن حرية الرغيف تسبق حرية الانتخاب، مشيرًا إلى أنه أسس "تحالف قوى الشعب العاملة" كبداية لتنظيم سياسي يعبر عن الناس.

 

كما رفض وصف والده بالديكتاتور، مؤكدًا أنه منح الشعب حرية التعبير، لكنه لم يسمح لأعداء الوطن بالتمدد. وأضاف أن من يرددون هذا الاتهام إما من خصوم عبد الناصر مثل الإخوان والرأسماليين، أو من طبقات جديدة تحاول تلميع نفسها بادعاء الأرستقراطية.

 

حياة بسيطة ومواطنة حقيقية

 

وتحدث عبد الحكيم عن حياة الأسرة، مؤكدًا أنهم عاشوا حياة طبيعية للغاية، وتعلموا في مدارس عادية مثل باقي أبناء الشعب. ووصف والده بأنه كان أبًا حنونًا وحازمًا في الوقت ذاته، يعشق الموسيقى الكلاسيكية، وأم كلثوم كانت مطربته المفضلة.

أما عن طعامه، فكان يفضل الأرز والخضار واللحم، وكان يفطر صباحًا على "جبنة بيضاء".

 

واختتم عبد الحكيم عبد الناصر حديثه بالتأكيد على أن ثورة يوليو ستظل خالدة في وجدان المصريين، لأنها غيّرت مصير أمة، وجعلت الإنسان البسيط هو جوهر المشروع الوطني.