في مشهد مؤلم تصدّر مواقع التواصل الاجتماعي، استغاثت الطالبة بسملة يوسف (16 سنة) بالطرد الجماعي من منزل والدها بمحافظة الشرقية، وتوجيه ضربات جسدية وحرمان مالي، وسط ظروف إنسانية مأساوية رافقت إعلان نتيجة الثانوية العامة.

 

 طرد مؤلم في الفجر

أول أمس، بثّت بسملة مقطع فيديو مباشر من شوارع الزقازيق، تستغيث فيه من نبذها إلى جانب شقيقها الأصغر محمد (10 سنوات) من قبل جدّتهما بعد منتصف الليل، دون أي مكان يحتضنهما أو دعم يقدمه الأب. وظهر تسجيل محاولة الصعود مجددًا إلى المنزل، قبل أن توجه الجدة عبارة: "روحي مكان تاني.. إحنا مش عايزينك هنا" .

 

اتهامات بالاستغلال والإدمان

قالت بسملة إن والدها مدمن للمخدرات، ويأخذ أموال والدتها التي تعمل بالخارج، لصرفها في تعاطي المخدرات، دون أن يوفر لأطفاله حتى أبسط مقومات الحياة. كما أضافت أنها تُهدّد أحيانًا بأن الموت أو السفر إليها هو الخيار الوحيد، وفق حديثها المباشر في الفيديو .

 

 حياة اختلت قبل بداية الفرحة

بالتزامن مع ظهور نتيجة الصف الثالث الثانوي، كان من المفترض أن تكون ليلة فرحة، لكن بسملة وجدت نفسها وشقيقها في الشارع، دون مأوى أو مصدر دخل. كانا بحاجة إلى مساعدة عاجلة، خاصة وأنهما لا يمتلكان من البدائل سبيلًا .

 

 تحرك قانوني.. وتجمّع الأهالي

متأثرة بما حدث، توجهت بسملة إلى قسم شرطة الزقازيق وحرّرت محضرًا رسميًا يتضمن الاتهامات ضد والدها وجدتها بالتسبب في تشريدها وتهمة الإهمال الأسري. وأوضحت الجهات الأمنية أنها بدأت التحقيق في البلاغ وضمنت تحقيقات النيابة الرسمية لمعرفة الملابسات .

 

وخلال ساعات، اجتاحت الواقعة مواقع التواصل، وانهالت الدعوات الشعبية لإنقاذ بسملة وشقيقها. وطالب المواطنون بوضعهما تحت حماية قانونية عاجلة وتعويض معنوي ونفسي للأسرة .

 

 حقوق الطفل أولًا

بالرغم من الظروف، تستند لحماية حقوق الطفل في مصر، التي تحظر الإهمال والطرد التعسفي وتقضي بضرورة تدخل الأجهزة المختصة لتوفير مأوى آمن للطفلين، وإجبار المسؤولين على تنفيذ تلك الإجراءات حفاظًا على مستقبل الفتاة الشابة.

 

 قلب محطم يطلب الأمان

خلال الفيديو، هدّدت بسملة بأنها تميل إلى خيار "العذاب" فضلًا عن البقاء بلا مأوى، وهو ما أثار عواطف المصريين. وردد ناشطون هاشتاغات من قبيل: "#العدالة_لبسملة" و"حماية الأطفال أولًا"، مبرزين أن هذه القضية أكثر من مجرد طرد، بل انتهاك لحقوق أساسية تحتاج إلى تدخل أسرع من القانون والمجتمع.

 

 مؤسسات مدنية تتدخل بسرعة

 

دعمت بعض الجمعيات الحقوقية القضية، وطالبت بفتح مأوى مؤقت لها ولشقيقها، وتقديم الدعم النفسي والقانوني اللازم، منعًا لتفاقم الأوضاع، خاصة في ظل ظروف الدراسة والمستقبل الدراسي للقصر.

 

في لحظة مُفاجئة، تحوّل الفرح إلى مأساة: طالبة مُجتهدة، على بعد خطوات من تحقيق طموحها، تجد نفسها على رصيف الشارع دون حماية أو احتجاج. وضعت بسملة نفسها مع شقيقها في مواجهة واقع مؤلم، لكن صوتها عبر منصات التواصل جعل القصة تصل إلى ضمائر المواطنين ومسؤولي الدولة الذين بدأوا التحرك نحو توفير مأوى ودعم قانوني للأطفال المظلومين.