في استجابة عاجلة لتطورات كارثة حرائق الغابات في قبرص، أرسلت مصر، اليوم الخميس 24 يوليو 2025، طائرتين من طراز هليكوبتر متخصصتين في مكافحة الحرائق، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم الدعم الفوري للجانب القبرصي في ظل الظروف المناخية العنيفة التي تشهدها البلاد.

 

وأكد وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس كريم بدوي، خلال زيارته الرسمية إلى قبرص، أن هذا التحرك يأتي في إطار التضامن المصري الدائم مع الدول الصديقة في أوقات الأزمات، خاصة الدول ذات الشراكة الاستراتيجية مثل قبرص.

 

دعم فني ولوجستي عاجل

وأشار الوزير إلى أن الطائرتين وصلتا بالفعل إلى الأراضي القبرصية في تمام الرابعة عصر اليوم، وبدأتا المشاركة في عمليات الإطفاء الجوي بمناطق اشتعال النيران قرب مدينة ليماسول الساحلية جنوب البلاد، وذلك بالتنسيق مع فرق الإنقاذ والطوارئ القبرصية. كما أوضح أن المساعدات المصرية ستتواصل بحسب احتياجات الحكومة القبرصية.

 

وفي لفتة إنسانية، قام الوزير المصري بزيارة ميدانية إلى مناطق الحرائق، حيث التقى نظيره القبرصي جورج باباناستاسيو، وزير الطاقة والتجارة والصناعة، وعبّر عن تعازي الحكومة والشعب المصري في ضحايا الحريق، مؤكدًا استعداد مصر لتقديم مزيد من الدعم الفني واللوجستي على الأرض.

 

علاقات تتجاوز الاقتصاد

وفي كلمته، شدد بدوي على أن العلاقات المصرية القبرصية تتجاوز الشراكات الاقتصادية لتصل إلى مستوى من التعاون الإنساني والأخوي العميق، معتبرًا أن دعم قبرص في هذا التوقيت هو واجب وطني وإنساني تمليه المسؤولية الإقليمية لمصر.

 

وأكد أن القاهرة لا تتوانى في الوقوف بجانب شركائها في الأوقات الحرجة، إيمانًا بأهمية تعزيز العمل الجماعي والتكامل في مواجهة الكوارث الطبيعية التي تهدد الأمن البيئي والبشري في المنطقة.

 

خسائر بشرية وتحذيرات مناخية

من جانبها، أعلنت السلطات القبرصية أن الحرائق تسببت حتى الآن في مصرع شخصين وإصابة 18 آخرين، بينهم حالتان حرجتان، كما تم إجلاء سكان عدد من القرى والمناطق الجبلية المحيطة بمدينة ليماسول. وأشارت الشرطة إلى أن جثتين عُثر عليهما داخل سيارة التهمتها النيران.

 

واندلعت الحرائق يوم الأربعاء الماضي بسبب موجة حر شديدة ورياح قوية، وصلت درجات الحرارة معها إلى نحو 44 درجة مئوية، وفقًا لتقديرات هيئة الأرصاد القبرصية. وقد أتت النيران على نحو 100 كيلومتر مربع من الغابات والأراضي الزراعية.

 

وتشارك أكثر من 250 عنصر إطفاء و75 مركبة في جهود الإخماد، وسط تحذيرات متصاعدة من تفاقم موجة الحر، ما دفع قبرص إلى إصدار نداء دولي للحصول على مساعدات عاجلة، استجابت له مصر في طليعة الدول الداعمة.

 

تضامن إقليمي واستجابة سريعة

تأتي هذه الخطوة المصرية تأكيدًا على موقعها الريادي في دعم الاستقرار الإقليمي، وسرعة استجابتها للأزمات في محيطها الجغرافي. وقد لاقى القرار المصري إشادة من السلطات القبرصية، التي اعتبرت المشاركة المصرية عنصرًا فارقًا في احتواء الحريق ومنع امتداده.

 

وما زالت الجهود مستمرة على الأرض وفي الجو للسيطرة على بؤر الحريق، فيما تبقى مصر على استعداد لتوسيع نطاق الدعم إذا دعت الحاجة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية وحرصًا على سلامة الشعب القبرصي والمنطقة بأسرها.