أعلن الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن مصر أصبحت أول دولة في العالم تحصل على التصنيف الذهبي من منظمة الصحة العالمية للقضاء على فيروس التهاب الكبد “سي”.

ويعد هذا الإنجاز التاريخي ثمرة مبادرة “100 مليون صحة” الرائدة، التي نجحت في فحص أكثر من 64 مليون مواطن، وتقديم العلاج لأكثر من 4.2 مليون مصاب، مما يعكس التزام مصر السياسي الراسخ بتعزيز الصحة العامة.

جاءت تصريحات الوزير خلال فعالية نظمتها وزارة الصحة بالتعاون مع شركة “روش” العالمية، تحت عنوان: “نقل تجربة مصر في مكافحة التهاب الكبد الفيروسي إلى دول العالم: الدروس المستفادة، الاستراتيجيات، والتأثير العالمي”، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي ومرور عامين على حصول مصر على الإشهاد الذهبي من منظمة الصحة العالمية بخلوها من فيروس “سي”.

وأكد الدكتور عبد الغفار أن هذا التصنيف ليس مجرد شهادة تقدير، بل اعتراف عالمي بالمنهجية العلمية والاستراتيجية التي اتبعتها مصر، والتي شملت توفير أدوية مضادة للفيروسات بجودة عالية، تطبيق إجراءات صارمة لمكافحة العدوى، بالإضافة إلى حملات توعية مجتمعية مكثفة.

وأشار إلى أن هذه الجهود تجسد التزام مصر بتحقيق هدف القضاء على التهاب الكبد الفيروسي بحلول عام 2030، مما يعزز مكانتها كنموذج عالمي في تعزيز الصحة العامة.

من جانبه، قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، إن الفعالية شهدت حضورًا رفيع المستوى من ممثلي منظمة الصحة العالمية، والوكالة الدولية لأبحاث السرطان، وكبار المسؤولين في القطاع الصحي. واستعرضت الفعالية التجربة المصرية في التشخيص المبكر والعلاج كنموذج يمكن تعميمه عالميًا، مع التأكيد على أهمية الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات الدولية لتعزيز جهود القضاء على الفيروسات الكبدية.

وأضاف أن الفعالية هدفت إلى تعزيز التعاون الدولي، مؤكداً التزام مصر بدورها الريادي في نقل خبراتها وبناء أنظمة صحية مستدامة تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة 2030. كما تم تسليط الضوء على مشروع توطين صناعة الأدوية، خصوصاً أدوية علاج سرطان الكبد، من خلال الشراكة بين “مدينة الدواء جيبتو فارما” وشركة “روش”، والتي تمثل خطوة استراتيجية لتعزيز الاكتفاء الذاتي ودعم البروتوكولات العلاجية العالمية.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة لشؤون المشروعات ومبادرات الصحة العامة، أن تجربة مصر في القضاء على فيروس “سي” تجاوزت حدودها المحلية لتصبح مرجعًا دوليًا. وأوضح أن مصر قدمت الدعم لـ11 دولة إفريقية وآسيوية من خلال خدمات التشخيص والعلاج، وساهمت في تدريب العاملين في الصحة العامة في أكثر من 40 دولة بالتعاون مع المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض ومنظمات دولية، بالإضافة إلى 20 دولة أخرى بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي، مؤكداً أن الصحة مسؤولية عالمية مشتركة.

من جانبه، أشاد الدكتور أندرياس باوم، السفير السويسري في القاهرة، بقصة نجاح مصر في القضاء على فيروس “سي” عبر مبادرة “100 مليون صحة”، معتبراً إياها نموذجاً ملهمًا للعالم، ليس فقط لما تم تحقيقه، بل لتحولها إلى نموذج رائد في مكافحة سرطان الكبد. وأكد أن الشراكة بين “روش” و”جيبتو فارما” تمثل تكاملاً بين الخبرة السويسرية والإنتاج المحلي المصري، مما يدعم مرونة القطاع الصحي وتنميته الاقتصادية وفق رؤية مصر 2030. وأعرب عن فخر بلاده بهذه الشراكة كنموذج يحتذى به في مواجهة التحديات الصحية.

كما عبّر الدكتور زياد الأحول، رئيس قطاع الشؤون الحكومية والسياسات الصحية بشركة “روش”، عن فخره بالشراكة الممتدة لأكثر من 40 عامًا مع وزارة الصحة المصرية، مؤكداً أن هذه الشراكة نموذج ناجح لتكامل الجهود في مواجهة الأمراض ذات الأثر المجتمعي. وأشار إلى التزام “روش” بتعزيز كفاءة العاملين في القطاع الصحي ودعم الاستثمار المستدام في القدرات المحلية لتحسين جودة الرعاية الصحية وتحقيق نتائج صحية مستدامة للمواطن المصري.