في وقت تتصاعد فيه الجهود الإقليمية لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة وفتح قنوات تواصل جديدة، وصل وفد قيادي من حركة "حماس" برئاسة خليل الحية إلى القاهرة، اليوم الاثنين، في إطار مساعٍ لاستئناف المفاوضات المتوقفة مع الجانب المصري. وتأتي الزيارة بوساطة تركية، عقب تحرك دبلوماسي نشط شمل زيارة وفد "حماس" إلى أنقرة ولقاء مسؤولين أتراك، ثم زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى القاهرة ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث نقل طلب أنقرة للتوسط في إعادة التواصل بين القاهرة والحركة.
ووفق مصادر مطلعة، فإن القاهرة أبدت استعدادها لاستقبال الوفد في إطار مساعٍ إقليمية لتقريب وجهات النظر، في ظل تعقيدات ميدانية وسياسية متزايدة على الساحة الفلسطينية، وضغوط دولية متصاعدة لوقف التصعيد وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
لكن، على الجانب الآخر، لم تمر الزيارة دون إثارة ردود فعل محلية، إذ وجّه النائب محمد عبد العزيز، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري، انتقادًا ساخرًا للقيادي الحمساوي، قائلاً:"
أهلا وسهلا بالمناضل الكبير خليل الحية الذي يزور القاهرة قادما من مقر اقامته في فنادق الدوحة ضمن الوفد المفاوض للحركة فإنني اقترح أن يقود بنفسه وكل فرد في الوفد شاحنة مساعدات ويدخل بها لأهلنا في قطاع غزة ولا شك أن الأخ خليل الحية كمناضل كبير لا يخشى في الحق لومة لائم وسيفعل هذه الخطوة لكسر الحصار.
ردا علي تصريحات خليل الحية ضد مصر، منذ فترة قصيرة للغاية، مما اثار استياء البعض .
تصريح النائب أثار تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت التعليقات بين من اعتبره تعبيرًا عن استياء من مواقف الحركة الأخيرة، وبين من رأى أنه رسالة سياسية حادة موجهة لقيادتها. كما اعتبر محللون أن هذا الجدل يعكس حساسية الملف الفلسطيني في الساحة المصرية، خاصة في ظل استمرار التصعيد الميداني، وتزايد الضغوط على مصر بصفتها وسيطًا رئيسيًا في القضية.
وتبقى الأنظار متجهة إلى القاهرة لمعرفة ما إذا كانت هذه الجولة من الاتصالات ستنجح في كسر الجمود وإحداث اختراق في الملفات العالقة، أم أنها ستنتهي كسابقاتها دون تقدم ملموس، بينما يظل الوضع الإنساني في غزة على حاله بانتظار تحركات أكثر فاعلية على الأرض.