كشف المهندس حاتم نبيل، رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، عن انتهاء الجهاز من تحديث هيكله الداخلي بالكامل، مشيرًا إلى أن تطبيق الهيكل الجديد سيبدأ اعتبارًا من أول أكتوبر المقبل، بما يسمح بالعمل وفق مفهوم "الشباك الواحد".

وأوضح نبيل أن الفلسفة الجديدة تهدف إلى تسهيل تعامل الجهات الحكومية مع الجهاز عبر إدارة مركزية واحدة تتولى تلبية جميع احتياجاتها، سواء ما يتعلق بإعادة الهيكلة أو بطاقات الوصف الوظيفي أو شئون العاملين وغيرها من الملفات. وأكد أنه سيتم منح رؤساء الإدارات المركزية صلاحيات كاملة لاتخاذ القرار دون الحاجة للرجوع إلى رئيس الجهاز، وذلك في إطار الضوابط المستحدثة التي تضمن جودة القرارات وسرعة إنجاز المعاملات.

وأكد رئيس الجهاز أن هذه الخطوة تأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تطوير الجهاز الإداري للدولة وتلبية احتياجات القطاعات الخدمية الحيوية، وعلى رأسها قطاعا الصحة والتعليم، موضحًا أن الجهاز حرص على جعل هذا التحديث انعكاسًا مباشرًا لاحتياجات المواطنين والجهات التنفيذية على حد سواء.

وأضاف نبيل أن الجهاز نفذ خلال الفترة الماضية عددًا من المسابقات المركزية للإعلان عن أكثر من 130 ألف وظيفة في مختلف القطاعات، تقدم لها ما يزيد عن نصف مليون مواطن، وهو ما يعكس حجم الثقة في آليات الجهاز وقدرته على إدارة منظومة التوظيف الحكومية. وأشار إلى أن الجهاز وفر بنية تحتية تقنية متطورة لاستيعاب هذه الأعداد الضخمة من المتقدمين وضمان نزاهة وشفافية إجراءات الاختيار.

وتابع رئيس الجهاز أن منظومة المسابقات شهدت تطويرًا ملحوظًا، أبرزها إدخال نظام "الرغبات" الذي يمنح المتقدمين الناجحين في الامتحانات الإلكترونية فرصة الترشح لوظائف بمحافظات أخرى لم يتم استكمال احتياجاتها من الكوادر المطلوبة، وذلك في حال تجاوز ترتيبهم العدد المطلوب بمحافظاتهم الأصلية. وأوضح أن هذا النظام يمنح المرشحين مرونة أكبر ويعزز من فرصهم في الالتحاق بالوظائف المعلن عنها.

كما استعرض نبيل آلية "قوائم الانتظار"، التي تُمكّن الناجحين في الامتحانات الإلكترونية ولم يتم ترشيحهم ضمن الدفعة الأساسية من الاحتفاظ بأحقية الترشح للوظائف خلال عام كامل من إعلان النتيجة، حال اعتذار أي من المرشحين الأساسيين أو عدم استكمال إجراءات التعاقد. وأكد أنه تم بالفعل الاستعانة بأكثر من 200 متقدم من قوائم الانتظار الخاصة بمسابقة شغل 22 ألف وظيفة معلم مساعد مادة الرياضيات، عقب استبعاد مرشحين سبق نجاحهم في مسابقة العام الماضي.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس الجهاز عن إطلاق النسخة المطورة من بوابة الوظائف الحكومية مع بداية العام المقبل، والتي ستوفر تيسيرات جديدة للمواطنين وتبسيطًا لإجراءات التقديم، إلى جانب التوسع في إنشاء مراكز إقليمية لمركز تقييم القدرات والمسابقات. وأشار إلى أنه تم الاتفاق مع اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد على إنشاء مركز جديد للتقييم ضمن المجمع الحكومي المتكامل بالمحافظة، الذي يمثل نموذجًا مصغرًا للحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة.

أما فيما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الخاصة بالعاملين، فقد أوضح رئيس الجهاز أن هذه القضايا تنقسم إلى شق مالي يتعلق بالمستحقات والبدلات، وشق وظيفي يشمل التعيين أو التثبيت أو النقل. وأكد أن الجهاز أصدر كتابًا دوريًا يقضي بأن تخاطب الجهات الإدارية وزارة المالية مباشرة لتنفيذ الأحكام المالية، بينما يقتصر دور الجهاز على دراسة وتنفيذ الأحكام الوظيفية، لافتًا إلى أنه تم تنفيذ أكثر من 5100 حكم لصالح 24 ألف موظف منذ مطلع العام الجاري.

كما أشار نبيل إلى التعاون القائم مع القطاع الخاص، موضحًا أن الجهاز يقدم خدمات استشارية متخصصة ويقوم بتقييم قدرات العاملين أو المتقدمين لوظائف بناءً على طلب الشركات الخاصة، إضافة إلى خطط للتوسع في نشر إعلانات الوظائف عبر بوابة الوظائف الحكومية اعتبارًا من يناير المقبل، بما يسهم في تعزيز التكامل بين القطاعين العام والخاص في مجال التوظيف.

واختتم رئيس الجهاز تصريحاته بالتأكيد على التزام الجهاز بمواصلة تنفيذ خطط التطوير المؤسسي بما يحقق كفاءة الأداء الإداري للدولة، ويلبي تطلعات المواطنين في الحصول على خدمات حكومية أكثر جودة وسرعة.