شهدت منطقة الشرق الأوسط تصعيداً خطيراً خلال الساعات الأخيرة، بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، ما يهدد بانزلاق الأوضاع نحو مواجهة شاملة، وسط تحرّكات دبلوماسية مكثفة لاحتواء التوتر.
شنت إيران هجمات صاروخية استهدفت مدناً إسرائيلية، أبرزها تل أبيب وبئر السبع، ما أدى إلى إصابة أكثر من 240 شخصاً، بينهم حالات خطيرة، مع تضرر مستشفى ومبانٍ سكنية.
في المقابل، شنّت إسرائيل عملية عسكرية جوية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية في مدن إيرانية مثل ناتانز وأراك وطهران.
التقارير الأولية تشير إلى مقتل ما لا يقل عن 650 شخصاً في إيران، معظمهم من العسكريين والمهندسين في منشآت حساسة، إضافة إلى أكثر من 2,000 مصاب.
الاتحاد الأوروبي أطلق جهود وساطة عاجلة، حيث التقى وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا مع نظيرهم الإيراني في جنيف في محاولة لتفادي التصعيد.
في السياق ذاته، صرّح الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط قائلاً:
تعرب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن قلقها العميق إزاء التصعيد العسكري الخطير الدائر حاليًا بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والذي يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والسلام الدولي."
"وتؤكد الجامعة أن استمرار هذه المواجهات من شأنه أن يُدخل المنطقة في دوامة جديدة من العنف، ويدفع بثمنها الأبرياء من المدنيين، ويقوّض كل الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار."
"وتدعو الأمانة العامة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتغليب لغة الحوار على منطق القوة، كما تدعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه هذا التصعيد، والعمل الجاد على وقف الانتهاكات والتصدي لأي محاولات لجرّ المنطقة إلى حرب شاملة."
في الوقت نفسه، حذّرت روسيا من "فتح صندوق باندورا" إذا استهدفت إسرائيل القيادة الإيرانية، في إشارة إلى مخاطر إشعال موجات تطرف جديدة.
كما طالبت الصين والهند بوقف فوري لإطلاق النار، بينما بدأت عدة دول في إجلاء رعاياها من إيران وإسرائيل، منها اليابان وأستراليا وكندا.
الولايات المتحدة امتنعت مؤقتاً عن أي تدخل عسكري مباشر، لكنها منحت إيران مهلة 14 يوماً للعودة إلى طاولة المفاوضات، مع تحذير من "رد غير مسبوق" في حال استمرار التصعيد.
يرى محللون أن الضربات الإسرائيلية طالت مواقع قد تؤخر التقدم النووي الإيراني لسنوات، لكن ذلك يهدد بانفجار إقليمي في حال ردّ إيراني واسع أو تدخل من أطراف حليفة كـ حزب الله.
التوقعات تشير إلى أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة، سواء نحو التهدئة أو نحو توسع دائرة الحرب في المنطقة.