أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الأشهر الأخيرة موجة عارمة من الجدل السياسي والإعلامي، بعد سلسلة من التصريحات والسلوكيات التي وُصفت بأنها «إهانات مباشرة» لرؤساء دول بارزين، سواء في الغرب أو في العالم العربي.
فعلى الساحة الأوروبية، وجّه ترامب انتقادات حادة إلى المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، معتبرا أنها «ضعيفة» في تعاملها مع الملف الروسي، وهو ما أثار استياءً واسعا في الأوساط السياسية بألمانيا والاتحاد الأوروبي.
ولم تتوقف تصريحاته عند هذا الحد، إذ دخل في خلاف علني مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال قمة مجموعة السبع، واصفا إياه بـ«غير الأمين والضعيف»، ما دفع الحكومة الكندية إلى إصدار بيان رسمي للدفاع عن موقفها، وأدى إلى توتر العلاقات بين البلدين لفترة.
كما شن ترامب هجوما جماعيا على قادة حلف الناتو، قائلاً إنهم «يعيشون عالة على الولايات المتحدة»، الأمر الذي اعتبرته عدة عواصم أوروبية خروجا عن الأعراف الدبلوماسية وإهانة لشركاء واشنطن التاريخيين.
أما في المنطقة العربية، فقد كانت لإيران نصيب كبير من الانتقادات النارية، حيث وصف ترامب أوضاعها الاقتصادية والسياسية بأنها «متهالكة»، وهي تصريحات أثارت ردود فعل غاضبة واعتُبرت استفزازا جديدا يزيد من حدة التوتر الإقليمي.
وفي حادثة أخرى أثارت الجدل في يوليو الماضي، قاطع ترامب كلمة الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني خلال مناسبة رسمية، مطالبا إياه بإنهاء حديثه سريعا، وهو ما اعتبرته وسائل الإعلام العربية «خرقا للبروتوكول وإهانة لرئيس دولة عربية».
ويرى مراقبون أن هذه المواقف، التي تتكرر في المحافل الدولية، تكشف عن أسلوب ترامب المبني على المواجهة المباشرة والصراحة المبالغ فيها، لكنها في المقابل تضر بصورة الولايات المتحدة وتثير تساؤلات حول مستقبل علاقاتها مع حلفائها في أوروبا وشركائها في الشرق الأوسط.