في تصريحات مفاجئة أثارت اهتمام المراقبين، أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه يتوقع في نهاية المطاف أن تقيم واشنطن علاقات جيدة مع إيران، وذلك خلال خطابه الأخير حول التطورات في الشرق الأوسط. على الرغم من سياسات "الضغط الأقصى" التي تبناها في فترة رئاسته الثانية، يُلقي ترامب اليوم بظلال من التفاؤل المستقبلي حول إمكانية تطبيع العلاقات مع طهران.
عادت إيران والولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد سلسلة من الضربات والردود العسكرية. ففي مارس 2025، وجّه ترامب خطابًا مباشرًا إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، دعا فيه إلى مفاوضات نووية، حذر فيها من وضع عسكري إذا فشلت الدبلوماسية . رغم رفض المفاوضة المباشرة آنذاك، أعربت إيران لاحقًا عن استعدادها للحوار غير المباشر عبر وسطاء مثل عُمان .
كما تزامنت تلك المساعي مع حملة إعادة تشديد العقوبات النفطية والاقتصادية على إيران، باسم "الضغط الأقصى"، بهدف دفعها إلى التفاوض في إطار فض النزاع النووي . كانت خطوة مثيرة للجدل بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018.
التفاؤل يكمن في التفاصيل
مستشار ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وصف كلام الأخير بأنه "فرصة لتنظيف الأمور وبناء الثقة" مع إيران
وأضاف: "أنا رئيس سلام... لا يوجد سبب لنستخدم القوة العسكرية، يجب أن نتفاوض"، هذا التحوّل الانفعالي من لغة التهديد إلى الرغبة في الحوار يعكس نهجًا أكثر مرونة مركّزًا.
ردود فعل وتحليلات
رغم تحفظ خامنئي على نمط خطاب ترامب ومقارنته بـ"التنمر"، لم يستبعد إمكانية إطلاق المفاوضات إذا هدأت الأجواء السياسية والاقتصادية.
حلل محللون أن موقف ترامب الحالي يمثل مزيجًا بين الرغبة في تحقيق إنجاز دبلوماسي داخليًا، والحفاظ على قوة الضغط الميداني، وسط مخاوف من تحول المسار العسكري إلى مواجهة واسعة .
هل سينجح الحوار؟
تكمن إمكانية نجاح المفاوضات القادمة في ربط الحوار النووي بموضوعات اقتصادية وسياسية أخرى، وإنشاء آليات لضمان التزام الطرفين. دعوة دونالد ترامب لـ"علاقات جيدة" قد تكون استجابة لتغيير موازين قوى داخلية – في إيران وأمريكا على حد سواء – نحو مزيد من الدبلوماسية. ومع ذلك، تبقى المرحلة المقبلة حاسمة، وقد تحدد في الأسابيع القادمة مستقبل العلاقة بين واشنطن وطهران.
في الختام، بالرغم من تاريخ التوتر والانسحاب من الاتفاق النووي، يميل دونالد ترامب اليوم إلى طريق مختلف، يرى فيه أن سينتهي بنا المطاف إلى علاقات جيدة مع إيران، لكن السؤال يبقى: هل تتحول هذه الكلمات إلى سياسة فعلية على الأرض، أم أنها جزء من خطاب سياسي داخلي؟