عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا موسعًا في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وركز اللقاء على التطورات المتسارعة في قطاع غزة، وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف إطلاق النار والتخفيف من الأزمة الإنسانية.
وأكد ترامب في تصريحات للصحفيين أن هذا الاجتماع هو الأهم بين جميع اللقاءات التي شارك فيها خلال الأسبوع، موضحًا أنه حضر أكثر من 30 اجتماعًا، إلا أن هذا اللقاء يختلف في أهميته لما يحمله من تداعيات على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
شارك في الاجتماع عدد من الدول العربية والإسلامية المؤثرة في الملف الفلسطيني، من بينها مصر وقطر والسعودية والإمارات والأردن وتركيا وباكستان وإندونيسيا، وذلك في محاولة لتنسيق المواقف الإقليمية والدولية تجاه الأزمة الراهنة.
وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن اختيار هذه الدول يعكس رغبة الإدارة الأمريكية في جمع الأطراف الفاعلة القادرة على التأثير المباشر في مسار المفاوضات، سواء عبر قنوات الوساطة السياسية أو من خلال الدعم الإنساني الميداني.
ناقش المجتمعون سبل إطلاق سراح الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن إلى المدنيين، وفتح ممرات إغاثة دائمة، إلى جانب استعراض المبادرات المقترحة لتحقيق تهدئة على المدى القصير تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار.
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة ستدعم أي تحركات من شأنها تقليل المعاناة الإنسانية وتعزيز فرص الاستقرار، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة التوصل إلى تفاهمات عملية بين الأطراف المعنية وعدم الاكتفاء بالتصريحات.
تزامن الاجتماع مع ضغوط من منظمات دولية وحقوقية حذرت من تفاقم الأوضاع في غزة، وأشارت إلى أن استمرار العمليات العسكرية يهدد بوقوع كارثة إنسانية كبرى.
كما أكدت مصادر أن حضور مصر إلى جانب باقي الدول يعكس ثقلها الإقليمي ودورها المحوري في التوسط بين الأطراف، حيث تواصل القاهرة تحركاتها الدبلوماسية للحفاظ على فرص الحل السياسي.
ويرى مراقبون أن اجتماع ترامب مع القادة العرب قد يشكل اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة الإدارة الأمريكية على دفع الملف الفلسطيني نحو مسار مختلف، خاصة أن الإدارة الحالية تسعى لإثبات قدرتها على لعب دور قيادي في قضايا الشرق الأوسط.
ومع ذلك، يظل النجاح مرهونًا بمدى استعداد الأطراف كافة للالتزام بما سيتم التوافق عليه، في ظل تعقيدات المشهد السياسي وتضارب المصالح بين القوى الإقليمية والدولية.
يُتوقع أن يبحث اللقاء إطلاق سراح الرهائن، تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، ضمان فتح ممرات الإغاثة، وإيجاد صيغة لوقف دائم لإطلاق النار، في ظل الضغوط الدولية المتزايدة للتخفيف من المعاناة على المدنيين.
يُحسب لترامب أن يقدّم مقترحات ملموسة أو خطط وسيطة لتحقيق تهدئة أو خطوات أولية نحو حل مؤقت، لكن التحدي الأكبر سيكون في مدى تجاوب الدول المشاركة، وقدرة الأطراف على الالتزام بما سيُتفق عليه أمام مراقبة دولية ورأي عام متأثر بمعاناة المدنيين في غزة.