نظّمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "السرد والتراث الشعبي"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، وذلك بحضور نخبة من الأدباء والكتّاب، من بينهم: الروائي أحمد أبو خنيجر، الدكتور السيد نجم، الكاتبة فاطمة عبدالله، الروائي محمد عطية محمود، وأدار الندوة الكاتب وحيد مهدي.
السرد الشعبي مرآة المجتمع ومقاومة للاندثار
استهلّ وحيد مهدي الندوة بتوجيه الشكر إلى مكتبة الإسكندرية على جهودها في إحياء التراث الثقافي، مؤكدًا أن الفن الشعبي يعكس وجدان المجتمع، ويعبّر عن همومه وطموحاته.
من جانبه، تناول الدكتور السيد نجم أهمية الأدب الشعبي وأمثاله في تشكيل وعي المجتمعات، مستعرضًا أمثالًا شعبية تعبر عن أدب المقاومة مثل: "ضرب الطوب ولا الهروب". كما أشار إلى بطولات شخصيات شعبية مثل أدهم الشرقاوي وذات الهمة، مؤكدًا دورهما في إلهام الجماهير وتعزيز روح المقاومة.
السيرة الشعبية.. انعكاس لأزمة جماعية
وأوضح الروائي أحمد أبو خنيجر أن السيرة الشعبية تنشأ كرد فعل لأزمة جماعية، وتتمحور حول بطل يتصدر مشهد الكفاح الشعبي. وأضاف أن السير الشعبية تراجعت بعد عصر المماليك، وحلّ محلها حكايات شعبية متداولة، مؤكدًا أن التراث الشعبي ليس ماضٍ جامد بل "حياة حيّة" تعبّر عن الناس وتفاصيل معيشتهم.
التراث الشعبي مقاومة ناعمة للعولمة
أما الكاتبة والناقدة فاطمة عبدالله، فوصفت التراث الشعبي بأنه "الحبل السري" الذي يربط الإنسان بجذوره، مؤكدة ضرورة إلمام الباحث بعادات ولغة البيئة المحلية لفهمه بعمق. وأضافت أن التراث يمثل قوة ناعمة لمقاومة العولمة، مشيرة إلى اهتمام الأدباء العالميين مثل ويليام شكسبير بالتراث الشعبي.
وتطرقت إلى تميز مصر في الاحتفاء بـ"أبطال الظل" مثل شيبوب في قصة عنترة بن شداد، وكذلك في فنون السير الشعبية مثل أبو زيد الهلالي والإمام علي.
السرد والتراث.. علاقة سردية وهوية ثقافية
وفي كلمته، تناول الروائي محمد عطية محمود العلاقة بين السرد الروائي والتراث الشعبي، مشددًا على أن الأمثال والعادات والتقاليد تُعد عناصر سردية تعزز الهوية الثقافية وتمنح النصوص الروائية خصوصيتها.
معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.. منصة حوار وإبداع
يُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين والعرب، بمشاركة 79 دار نشر تقدم أحدث إصداراتها بخصومات مميزة. ويشهد المعرض أكثر من 215 فعالية ثقافية بمشاركة نحو 800 مثقف ومفكر، إلى جانب أنشطة متزامنة في بيت السناري بالسيدة زينب وقصر خديجة بحلوان.