تشهد قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا حالة من الحزن والذهول، بعد وفاة أربعة أطفال أشقاء في ظروف غامضة خلال أيام قليلة، في واحدة من أكثر الحوادث إيلامًا وغموضًا في المنطقة، وسط صدمة سيطرت على الأهالي والرأي العام المحلي.

الضحايا الأربعة، وهم محمد، عمر، ريم، وأحمد ناصر، توفوا في توقيتات متقاربة وبأعراض صحية متشابهة، بينما لا تزال الطفلتان "رحمة" و"فرحة" – شقيقتاهما – ترقدان في المستشفى تحت الإشراف الطبي، في ظل حالة من الترقب والخوف بين أفراد العائلة وسكان القرية، انتظارًا لما ستكشف عنه الفحوص الطبية.

وشُيّع الطفل محمد ناصر، رابع الضحايا من الأشقاء، إلى مثواه الأخير بعد أن أصدرت النيابة العامة تصريح الدفن، وذلك عقب انتهاء الصفة التشريحية التي أجراها الطب الشرعي لمحاولة الوصول إلى تفسير علمي للوفاة. ويخضع المنزل والأسرة حاليًا لفحص دقيق من قبل فرق الطب الوقائي.

في السياق ذاته، باشرت النيابة العامة بديرمواس التحقيق في الواقعة، واستجوبت والد الأطفال وزوجته حول تفاصيل الأيام التي سبقت المأساة، بما في ذلك طبيعة الطعام الذي تناوله الأطفال، وأي تغيّرات أو مؤثرات في بيئة المنزل قد تكون مرتبطة بما حدث.

من جانبه، أفاد مصدر طبي بمحافظة المنيا أن النتائج الأولية لتحليل عينات الطفل الرابع أظهرت سلبية الإصابة بأي عدوى بكتيرية معروفة، مثل الالتهاب السحائي، مما يوجه الشكوك نحو احتمال التسمم الغذائي أو التعرض لمواد كيميائية، في انتظار نتائج الفحوص النهائية للطفلتين الناجيتين.

وفي محاولة للحد من انتشار الشائعات، أصدرت وزارة الصحة والسكان بيانًا رسميًا نفت فيه تمامًا وجود أي حالات إصابة بالتهاب سحائي في القرية، مؤكدة أن جميع المؤشرات الحالية لا تدل على وجود مرض معدٍ، داعيةً المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الأخبار غير الموثوقة، والاعتماد على ما يصدر من الجهات الرسمية فقط.

يُذكر أن الأجهزة الأمنية كانت قد تلقت بلاغًا من غرفة عمليات النجدة يفيد بوفاة أربعة أطفال من أسرة واحدة، وإصابة اثنتين من شقيقاتهم، وتم الدفع بسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث لنقل المصابين والضحايا. وقد تبين أن الأطفال المتوفين هم: ريم ناصر (10 سنوات)، عمر ناصر (7 سنوات)، محمد ناصر (11 سنة)، وأحمد ناصر (5 سنوات)، بينما تتلقى الشقيقتان "رحمة" و"فرحة" الرعاية الطبية اللازمة بمستشفى المنيا الجامعي.

وما زالت الجهود الطبية والجنائية مستمرة في البحث عن السبب الحقيقي وراء هذه الواقعة المأساوية التي هزّت الرأي العام في محافظة المنيا ومصر بأكملها.