في تطور لافت يعكس حجم القلق الإسرائيلي من تنامي القدرات العسكرية المصرية، أعرب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته، هرتسي هاليفي، عن مخاوفه بشأن التهديد الأمني المحتمل من جانب الجيش المصري، مشيرًا إلى أن "التهديد المصري قد يتغير في أي لحظة".
وأكد هاليفي، في تصريحات نقلتها القناة 14 الاسرائيلية ، أن "مصر تملك جيشًا ضخمًا يمتلك أسلحة متطورة، تشمل طائرات حربية، وغواصات، وسفن صاروخية"، لافتًا إلى أن "الجيش المصري يمتلك كذلك عددًا كبيرًا من الدبابات الحديثة وقوات برية قوية".
مصر تتصدر أفريقيا عسكريًا بأسطول دبابات متطور
ويأتي هذا القلق في ظل مواصلة مصر تعزيز تفوقها العسكري في أفريقيا، لا سيما عبر تحديث أسطولها من الدبابات، الذي يضم نماذج متقدمة مثل الدبابة الأمريكية M1A1 أبرامز، والتي يُنتج عدد منها محليًا بموجب اتفاقيات نقل تكنولوجيا، إضافةً إلى تشكيلة متنوعة من الدبابات الروسية.
وتُعد القوات المدرعة المصرية من بين الأقوى عالميًا، حيث تضم أكثر من 3600 دبابة قيد الخدمة، وهو رقم يتجاوز مجموع ما تملكه الدولتان التاليتان في القارة الأفريقية مجتمعتين. وتمتلك مصر مزيجًا من الأنظمة الغربية والشرقية، مما يمنح قواتها المدرعة تنوعًا تكتيكيًا واستراتيجيًا نادرًا في الجيوش المعاصرة.
ويضم الأسطول المصري مئات دبابات M1 أبرامز الأمريكية، وتُستخدم أيضًا نماذج سوفيتية قديمة من طراز T-55 وT-62، تم تحديث الكثير منها. كما تُنتج مصر دبابة "رمسيس 2"، وهي نسخة مطورة من T-55، مما يعزز من القدرات التصنيعية والتطوير المحلي العسكري.
مصر في صدارة تصنيف "جلوبال فاير باور" لعام 2025
بحسب تقرير حديث صادر عن موقع "جلوبال فاير باور" المتخصص في تقييم القدرات العسكرية عالميًا، جاءت مصر في المرتبة الأولى أفريقيًا والتاسعة عشرة عالميًا، من حيث القوة العسكرية.
ووفقًا للتقرير، بلغ عدد دبابات الجيش المصري 3,620 دبابة، والمدفعية (المقطورة وذاتية الحركة) 2,018 وحدة، في حين بلغ عدد راجمات الصواريخ 528، والمركبات العسكرية في الخدمة 41,012 مركبة.
أما من حيث القوى البشرية، فيضم الجيش المصري نحو 440 ألف جندي في الخدمة الفعلية، ويصل عدد الطائرات العسكرية إلى 1,093 طائرة، من بينها 238 طائرة مقاتلة و90 طائرة هجومية و348 مروحية. وتُقدّر ميزانية الدفاع العسكري المصرية بنحو 5.8 مليار دولار أمريكي، محتلةً المرتبة 46 من أصل 145 دولة.
تحركات عسكرية مصرية قرب رفح وإشارات استراتيجية في توقيت حساس
وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والتي اندلعت عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، قام الجيش المصري بنشر دبابات قرب معبر رفح الحدودي، في خطوة لاقت اهتمامًا دوليًا واسعًا.
ورُصد خلال الأسابيع الماضية انتشار لافت لوحدات وآليات عسكرية مصرية في مناطق متعددة بشمال سيناء، وبالقرب من مدينة رفح المصرية، وهو ما أثار تساؤلات بشأن الأهداف العسكرية لتلك التحركات، خاصة في ظل تصريحات أمريكية متكررة عن احتمالية نقل سكان غزة إلى سيناء، وهي التصريحات التي قوبلت برفض رسمي وشعبي في مصر.
السلام خيار استراتيجي لمصر.. والدفاع عن الأمن القومي أولوية
ورغم أن مصر أول من أرسى قواعد السلام في الشرق الأوسط وتتمسك به كخيار استراتيجي راسخ، إلا أنها لا تتهاون في الدفاع عن أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية، وتواصل تطوير قدراتها الدفاعية، من خلال تحديث أنظمة الدفاع الجوي، وامتلاك مقاتلات حديثة، وغواصات متطورة.
وتُعد هذه التحركات بمثابة رسائل ردع لأي تهديدات محتملة، سواء من حدودها الشرقية أو من سيناريوهات تقويض استقرار المنطقة.