ضرب زلزال عنيف صباح يوم الثلاثاء 30 يوليو 2025، شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى الشرق الروسي، بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ما يجعله من أقوى الزلازل التي تشهدها روسيا في العقود الأخيرة. وقع الزلزال في تمام الساعة 06:12 صباحًا بالتوقيت المحلي، على عمق يُقدَّر بنحو 19 كيلومترًا تحت قاع المحيط الهادئ، بالقرب من الساحل الشرقي للجزيرة.

تركز الزلزال في منطقة تُعرف بالنشاط الزلزالي العالي، حيث تلتقي صفيحة المحيط الهادئ بصفيحة أوخوتسك، وهي جزء من صفيحة أوراسيا. وتمثّل هذه المنطقة جزءًا من "حلقة النار" الشهيرة في المحيط الهادئ، والتي تُعد من أكثر مناطق العالم نشاطًا زلزاليًا وبركانيًا. يشير عمق الزلزال الضحل نسبيًا إلى أن تأثيره كان مباشرًا وقويًا على السطح، ما ساهم في زيادة شدة الاهتزازات وشعور السكان به لمسافات بعيدة.

يُعد هذا الزلزال الأعنف الذي يضرب الأراضي الروسية منذ زلزال كامتشاتكا عام 1952، والذي بلغت قوته 9.0 درجات. وبذلك، يُصنّف زلزال يوليو 2025 ضمن أقوى الزلازل في تاريخ روسيا الحديث، ومن بين أعنف الزلازل على مستوى العالم خلال القرن الحادي والعشرين. وأكد معهد الجيوفيزياء الروسي أن هذه الهزة الأرضية أطلقت طاقة هائلة تُقدَّر بمئات الميجاطن، ما يجعلها حدثًا جيولوجيًا استثنائيًا، ويثير تساؤلات حول احتمالية تغيّرات في الصفائح التكتونية تحت المحيط الهادئ.

أعلنت السلطات الروسية حالة الطوارئ في عدد من مناطق كامتشاتكا، خاصة في المدن الساحلية مثل بيتروبافلوفسك-كامتشاتسكي. وأسفرت الهزة الأرضية عن مقتل 83 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 400 آخرين، مع انهيار عشرات المباني، من بينها مدارس ومستشفيات ومرافق عامة. كما تسببت الانهيارات الأرضية في قطع الطرق الرئيسية، مما أعاق وصول فرق الإنقاذ والإمدادات.

 

وقد تم إجلاء المئات من السكان إلى ملاجئ مؤقتة، في ظل انقطاع خدمات الكهرباء والاتصالات عن مناطق واسعة.

وأطلق مركز التحذير من التسونامي في المحيط الهادئ تحذيرًا فوريًا عقب الزلزال، بعدما رُصدت أمواج بلغ ارتفاعها 4 أمتار ضربت السواحل الشرقية لكامتشاتكا. وأكدت هيئة الأرصاد الروسية استمرار خطر التسونامي، ودعت السكان للابتعاد عن السواحل. وأظهرت صور الأقمار الصناعية غمر المياه لقرى ساحلية بالكامل، وسط أنباء عن مفقودين في المناطق المنخفضة.

كما أعلنت الحكومة الروسية إرسال فرق إنقاذ ومساعدات عاجلة إلى المناطق المتضررة، ووجه الرئيس فلاديمير بوتين تعليمات فورية بتكثيف عمليات الإغاثة. كما عبّرت عدة دول كالصين واليابان والولايات المتحدة عن تضامنها مع روسيا، وأبدت استعدادها لتقديم الدعم.

يُعد زلزال كامتشاتكا 2025 كارثة طبيعية كبرى تعيد تسليط الضوء على أهمية أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز البنية التحتية في المناطق المعرضة للكوارث. وبينما تتواصل جهود الإنقاذ، يبقى الخطر قائمًا من هزات ارتدادية أو موجات تسونامي إضافية، ما يتطلب حالة تأهب قصوى من السلطات والمواطنين على حد سواء.