تُعدّ كرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية في العالم، أداةً قوية تتجاوز كونها مجرد رياضة، لتصبح ساحةً للتأثير السياسي والاقتصادي والثقافي.
في الأونة الأخيرة، برزت المملكة العربية السعودية كنموذج بارز لكيفية توظيف السياسات الحكومية بشكل مباشر ومكثف للتأثير على مشهد كرة القدم، وذلك في إطار رؤية السعودية 2030 الطموحة.
رؤية السعودية 2030 ودور كرة القدم
أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رؤية السعودية 2030 في عام 2016، وهي خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، وتطوير القطاعات غير النفطية مثل السياحة والترفيه والرياضة، وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
محاور التأثير السياسي السعودي على كرة القدم
تجلّى التأثير السياسي الأبرز في الاستثمار الهائل والمباشر في الأندية السعودية، خاصة الأندية الأربعة الكبرى (الهلال، النصر، الاتحاد، الأهلي).
تم نقل ملكية هذه الأندية إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، وهو الذراع الاستثماري السيادي للمملكة، هذا الدعم الحكومي غير المسبوق مكّن الأندية من تقديم صفقات خيالية لاستقدام نجوم عالميين، على رأسهم كريستيانو رونالدو، ثم تبعه نيمار، كريم بنزيما، رياض محرز، ساديو ماني، وغيرهم من نجوم الصف الأول في العالم.
القوة الناعمة وتحسين الصورة الدولية
تُستخدم كرة القدم بشكل فعال كجزء من استراتيجية القوة الناعمة للمملكة، في استقطاب النجوم العالميين واستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى مثل كأس السوبر الإيطالي والإسباني وكأس العالم للأندية مستقبلاً، وتقديم ملف استضافة كأس العالم 2034.. يهدف إلى تحسين الصورة الذهنية للمملكة على الصعيد الدولي، وتقديمها كوجهة حديثة ومنفتحة على العالم، قادرة على استضافة وتنظيم أكبر الأحداث العالمية. هذا يسهم في تغيير الصورة النمطية السابقة وتصحيح المفاهيم الخاطئة.