في اعتراف نادر، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتفاع معدلات الانتحار في صفوف جنوده، وخاصة جنود الاحتياط، مرجعًا ذلك إلى التداعيات النفسية العميقة التي خلّفتها الحرب متعددة الجبهات التي تخوضها إسرائيل حاليًا منذ أكتوبر الماضي.

ووفق ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية، فإن الجيش أجرى تحقيقًا داخليًا موسعًا شمل تحليل كل حالة انتحار على حدة، حيث تبيّن أن معظم الضحايا من الجنود والضباط تعرضوا لصدمات نفسية شديدة جراء فقدان رفاقهم في العمليات العسكرية، وعجزهم عن التكيف مع الآثار المترتبة على تلك التجارب المؤلمة.

وأظهرت نتائج التحقيق أن الجنود المنتحرين كانوا يعانون من اضطرابات نفسية غير معالجة، مشفوعة بإحساس متزايد بالعزلة والضياع، وهو ما دفعهم إلى اتخاذ القرار المأساوي. وحرص الجيش على مراجعة رسائل الوداع التي تركها المنتحرون، كما تم الاستماع إلى شهادات عائلاتهم وأصدقائهم المقربين لفهم السياقات النفسية التي أحاطت بكل حالة.

وأكد مسؤول عسكري بارز لهيئة البث أن "الحرب لها عواقب" وأن ما يعيشه الجنود اليوم من واقع مركّب وضاغط يفوق قدرة الكثيرين منهم على التحمل، لاسيما في ظل انخراط الجيش في مواجهات على أكثر من جبهة.

وبحسب الإحصائيات الرسمية التي أوردتها الهيئة، فقد انتحر منذ مطلع عام 2025 نحو 16 جنديًا، بينهم سبعة من جنود الاحتياط، ما يعكس أزمة نفسية متفاقمة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

وتُعد هذه الأرقام مؤشرًا خطيرًا على تفاقم الضغوط النفسية داخل الجيش، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتكرار مشاهد العنف والدمار، دون توفير الدعم النفسي الكافي للجنود الذين باتوا يعانون في صمت.