في تصعيد جديد ضمن معركة الاستنزاف المستمرة في قطاع غزة، بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد كمين مركب استُدرجت خلاله قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، في عملية اعتُبرت ضربة قاسية للمنظومة العسكرية الإسرائيلية التي لطالما تغنت بتفوقها الاستخباراتي والعملياتي.
تفاصيل الكمين: محاولة أسر وقتلى وإصابات
وأظهرت المشاهد محاولة أسر أحد جنود الاحتلال خلال الكمين، الذي أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين على الأقل، وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة الخطورة، وفق ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، التي أكدت أيضًا احتراق آلية عسكرية بشكل كامل نتيجة استهدافها بصاروخ موجه شرق مدينة غزة.
وبحسب المصادر ذاتها، تم العثور لاحقًا على جثة جندي فُقدت آثاره خلال الاشتباك، وسط حديث عن تفعيل "إجراء هانيبال" - وهو بروتوكول عسكري يتّبع لمنع خطف الجنود بأي ثمن.
محلل لبناني: القسام يُحكم السيطرة النفسية على الاحتلال
وفي تعليقه على المشهد الميداني، قال الدكتور عبدالله نعمة، المحلل السياسي اللبناني، في تصريحات لموقع "صدى البلد"، إن "جيش الاحتلال يواجه واقعًا ميدانيًا مريرًا ومعقدًا بفعل تصاعد عمليات المقاومة واتساع نطاقها من شمال القطاع إلى جنوبه".
وأضاف أن "هناك أزمة نفسية متفاقمة داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، تُترجم بحالات انتحار متكررة في صفوف الجنود، نتيجة الضغوط النفسية والهزائم المتراكمة، في ظل فشل الاستراتيجيات العسكرية داخل القطاع".
القسام يقلب موازين القوة
وأشار نعمة إلى أن كتائب القسام باتت تتحكم بزمام المبادرة في العديد من جبهات القتال، عبر تنفيذ عمليات نوعية وكمائن قتالية محكمة، مما أدى إلى سقوط مزيد من القتلى والجرحى، وأحرج المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أمام الرأي العام المحلي والدولي.
الإعلام الإسرائيلي يعترف: الوضع "صعب ومعقد"
وأقرت وسائل إعلام إسرائيلية بأن "الجيش يواجه قتالًا صعبًا ومعقدًا في قطاع غزة"، واصفة ما يحدث بأنه "تحول خطير" في تكتيكات المقاومة، وهو ما أدى إلى تآكل هيبة الجيش الإسرائيلي و"سقوط أسطورة تفوقه".