أكدت الهيئة العامة للاستعلامات في تقرير رسمي أن انتخابات مجلس الشيوخ 2025 مثّلت رسالة واضحة على استقرار الدولة المصرية ومؤسساتها، رغم التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، مشيرة إلى الزخم الإعلامي الدولي غير المسبوق الذي صاحب العملية الانتخابية، سواء في الخارج أو الداخل، وانعكاسه على الصورة الذهنية لمصر إقليميًا وعالميًا.
وأوضح الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة، أن التغطية الإعلامية الدولية لانتخابات الشيوخ استمرت لليوم الخامس على التوالي منذ انطلاق التصويت في الخارج يوم الأول من أغسطس، مشيرًا إلى أن الجاليات المصرية بالخارج سجلت أعلى معدلات المشاركة في 136 لجنة فرعية موزعة على 117 دولة، دون تسجيل أية مخالفات انتخابية تُذكر، ما يعكس وعي المصريين في الخارج بأهمية العملية السياسية ودورهم في دعم الاستقرار الوطني.
وأشار تقرير الهيئة إلى أن الإعلام الدولي قدّم تغطية واسعة ومتنوعة للعملية الانتخابية، وامتدت التغطية لتشمل وسائل إعلام من الأميركتين وأوروبا وآسيا وأفريقيا والعالم العربي. وأبرزت هذه التغطيات انتظام التصويت، والإجراءات التنظيمية التي اتخذتها الهيئة الوطنية للانتخابات لضمان الشفافية وسلاسة الاقتراع، فضلًا عن المشاركة الواسعة التي شهدتها اللجان الانتخابية.
ملاحظات الهيئة على التغطية الدولية
رصد التقرير عدة ملاحظات أساسية في مضمون التغطية الدولية:
-
الموضوعية والحياد الإعلامي: ساد الطابع الموضوعي تغطيات معظم وسائل الإعلام، فيما تراجع التناول السلبي، واقتصر على بعض المنصات المعروفة بمواقفها المسبقة، بينما اهتمت الغالبية بسياق الانتخابات وأدوار المرشحين، إلى جانب الإشارة لوجود قائمة واحدة تتضمن عددًا من أحزاب المعارضة.
-
إبراز مشاركة الرئيس السيسي: سلّطت عدة تقارير الضوء على إدلاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بصوته في لجنة مدرسة الشهيد مصطفى يسري عميرة بحي مصر الجديدة، وما يحمله ذلك من دلالة على التزام القيادة السياسية بالعملية الديمقراطية.
-
الإقبال الشعبي وانتظام العملية الانتخابية: وثقت التغطيات مشاهد الطوابير الطويلة، والإجراءات الأمنية والتنظيمية المحكمة، والتيسيرات التي ساعدت على ضمان مشاركة فاعلة ومنظمة، وسط إشادة بالدور المحوري لمجلس الشيوخ في دعم عملية التشريع والتخطيط الاستراتيجي طويل المدى في مصر.
نماذج من التغطية الدولية
-
واشنطن بوست – أسوشيتد برس
نشرت تقريرًا بعنوان "بدأ المصريون التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ وسط مخاوف اقتصادية متزايدة"، تناولت فيه أهمية المجلس كمكوّن استشاري للبرلمان المصري، ومسؤولياته في دعم السياسات العامة والتشريعات، مع الإشارة إلى عدد المقاعد وتوزيعها. -
سبوتنيك الروسية
أشادت بمشاركة الرئيس السيسي، ورصدت انطلاق الانتخابات في أكثر من 8000 لجنة انتخابية، ونوهت بانتظام العملية والجاهزية الكاملة للهيئة الوطنية للانتخابات، وتنافس 428 مرشحًا على 100 مقعد بالنظام الفردي. -
swissinfo.ch السويسري
أشار إلى التنظيم الجيد والتصويت الهادئ للمصريين بالخارج، ووجود رقابة دولية ومحلية واسعة، موضحًا أن الانتخابات شهدت إشرافًا من 9 منظمات دولية و59 منظمة مجتمع مدني ووفود من 20 بعثة دبلوماسية. -
cnegnet الصيني
سلّط الضوء على مشاركة عدد من الوزراء المصريين، واصفًا ذلك بأنه مؤشر على استقرار الحكم وتعزيز الحوكمة الوطنية، مشيرًا إلى تصريحات وزير قطاع الأعمال محمد الشيمي حول أهمية المشاركة السياسية كواجب وطني. -
BERNAMA و Astro Awani الماليزيتان
تناولتا تفاصيل العملية الانتخابية ومشاركة أكثر من 69 مليون ناخب، وإشراف أكثر من 9000 قاضٍ على 8825 لجنة، وأشارتا إلى التنافس على المقاعد الفردية والقوائم الوطنية على حد سواء. -
صحيفة الاتحاد الإماراتية
ذكرت في تقرير لها أن الانتخابات شهدت "إقبالًا كثيفًا" وسط إجراءات أمنية وتنظيمية عالية، مؤكدة حرص الدولة على ضمان عملية انتخابية شفافة خاضعة لإشراف قضائي كامل، ومتابعة منظمات المجتمع المدني والإعلام الدولي. -
صحيفة أخبار الخليج البحرينية
أبرزت إشادة السفير خليل الذوادي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، بحسن تنظيم الانتخابات، واصفًا ما تم رصده من تجهيزات بأنه "نقلة نوعية في آليات العمل الانتخابي بالدول العربية"، مشيرًا إلى دور الجامعة في مراقبة سير العملية بناءً على طلب الهيئة الوطنية للانتخابات.
مجلس الشيوخ في المشهد السياسي المصري
ذكرت الهيئة أن التغطية الإعلامية ركزت على دور مجلس الشيوخ كعنصر أساسي في النظام البرلماني المصري ثنائي الغرف، موضحة أنه يُعدّ مركزًا بحثيًا واستشاريًا لدعم التنمية الوطنية وحماية الاستراتيجيات المتوسطة وطويلة الأجل، ومؤكدة التزام الدولة المصرية بإجراء انتخابات حرة ومنفتحة، تتيح للمواطنين ممارسة حقوقهم الدستورية في بيئة مستقرة وآمنة.
خاتمة
خلص التقرير إلى أن الانتخابات الأخيرة، بما شملته من مشاركة فعالة وتغطية إعلامية دولية واسعة، تمثل نموذجًا للحوكمة المؤسسية، ورسالة واضحة باستمرار استقرار الدولة المصرية ومؤسساتها في مواجهة التحديات العالمية والإقليمية. كما تعكس صورة إيجابية لمناخ الحريات والمشاركة السياسية في مصر، ما يضعها في موقع متقدم ضمن تجارب التحول الديمقراطي في المنطقة.