لم يكن اسم سقراط مجرد لاعب كرة قدم برازيلي استثنائي، بل كان رمزًا يجمع بين موهبة المستطيل الأخضر ووعي المفكر السياسي.
اشتهر سقراط بلقب "الدكتور" لحصوله على شهادة في الطب؛ لكن تأثيره لم يقتصر على عالم الصحة والرياضة، بل امتد ليلامس جوهر الحرية والديمقراطية في بلاده.
في ثمانينيات القرن الماضي، خلال فترة الحكم العسكري في البرازيل، استخدم سقراط شهرته الواسعة ليكون صوتًا للمقاومة، ةوكان أحد أبرز مؤسسي حركة "ديمقراطية كورينثيانز"، وهي مبادرة فريدة من نوعها طالبت بالديمقراطية داخل النادي وخارجه.. كانت الحركة تتبنى قراراتها بالتصويت المفتوح بين اللاعبين، في رسالة واضحة تحدت بها النظام القمعي وألهمت الجماهير.
لم يتردد سقراط في التعبير عن مواقفه السياسية، فقد كان يعتبر أن الرياضي لا يمكن أن يكون بمعزل عن قضايا مجتمعه، حمل شارة القيادة في ناديه وهو يرتدي قميصًا يحمل شعارات تطالب بالديمقراطية، متحديًا السلطة ومحفزًا للرأي العام.
لقد كان سقراط أكثر من مجرد لاعب؛ كان قائدًا اجتماعيًا وفيلسوفًا شعبيًا، إرثه يتجاوز أهدافه وتمريراته السحرية، ليصبح مثالًا حيًا على كيف يمكن للرياضة أن تكون أداة قوية للتغيير الاجتماعي والسياسي، يظل اسمه محفورًا في الذاكرة ليس فقط كأحد أساطير كرة القدم، بل كأيقونة للنضال من أجل الحرية والعدالة.