شهدت الساحة العلمية في مصر اهتمامًا واسعًا بعد إعلان المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن ظاهرة فلكية نادرة ستزين السماء خلال الأيام المقبلة.
فقد أكد المعهد أن مصر ستشهد يوم الأحد المقبل خسوفًا كليًا للقمر، وهو حدث نادر الحدوث ويترقبه عشاق الظواهر الفلكية والباحثون على حد سواء، نظرًا لكونه من أبرز الظواهر التي تجمع بين الجمال والإبهار والدلالة العلمية.
وأوضح خبراء المعهد أن الخسوف الكلي يحدث عندما يدخل القمر بالكامل في ظل الأرض، فيتحول لونه تدريجيًا من الرمادي الداكن إلى الأحمر النحاسي أو البرتقالي، وهو ما يُعرف إعلاميًا بظاهرة "القمر الدموي".
تعد هذه الظاهرة فرصة ذهبية للرصد والمتابعة، سواء بالعين المجردة أو باستخدام المناظير والتلسكوبات الفلكية، كما أنها تمنح المجتمع العلمي فرصة لإجراء قياسات دقيقة حول حركة الأرض والقمر والظلال الناتجة.
ومن المقرر أن يبدأ الخسوف الجزئي في مصر عند دخول القمر منطقة شبه الظل، ثم يتصاعد تدريجيًا حتى يصل إلى ذروته الكاملة، حيث يُغطى سطح القمر بالكامل بظل الأرض.
وسيكون بإمكان المواطنين متابعة الظاهرة في أغلب المحافظات المصرية بوضوح، خاصة في المناطق المفتوحة والبعيدة عن التلوث الضوئي.
وأكد المعهد أن الخسوف سيكون آمنًا تمامًا للرؤية المباشرة، ولا يحتاج إلى أي أدوات حماية للعين، على عكس ظاهرة كسوف الشمس.
وأشار مسؤولو المعهد القومي للبحوث الفلكية إلى أن هذه الظاهرة ليست مجرد مشهد بصري رائع، بل لها أهمية علمية كبيرة، حيث تساعد في دراسة الغلاف الجوي للأرض من خلال تحليل الضوء المنعكس على سطح القمر أثناء الخسوف.
كما تمثل فرصة لتشجيع الشباب والطلاب على الاهتمام بالعلوم الفلكية، وربط المجتمع بالظواهر الطبيعية التي تذكرنا بعظمة الكون ودقته.
ويأتي هذا الحدث في إطار سلسلة من الظواهر الفلكية التي تشهدها مصر والمنطقة خلال العام الجاري، إلا أن الخسوف الكلي للقمر يُعد الأبرز بينها لما يحمله من ندرة وتأثير بصري لافت.
ومن المتوقع أن ينظم المعهد عدة فعاليات توعوية وجلسات رصد عامة لتشجيع المواطنين على متابعة الحدث والاستفادة منه علميًا وثقافيًا.
بهذا، تتحول ليلة الأحد المقبلة إلى موعد مع الجمال الكوني، حيث ستتجه أنظار المصريين نحو السماء لمتابعة مشهد استثنائي يجسد روعة الظواهر الفلكية ودقة الحسابات العلمية.