يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحديًا سياسيًا جديدًا بعد سقوط حكومة رئيس الوزراء الوسطي-اليميني فرانسوا بايرو، الذي خسر تصويت سحب الثقة في البرلمان بنتيجة 364 مقابل 194 صوتًا، ومن المقرر أن يقدم بايرو استقالته رسميًا إلى ماكرون اليوم الثلاثاء.

تحديات رئيس الوزراء الجديد

سيواجه خليفة بايرو مهمة شبه مستحيلة، تتمثل في توحيد برلمان منقسم بشدة وإيجاد صيغة لإقرار موازنة العام المقبل، وتداولت الأوساط السياسية الفرنسية اسم وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو كأحد أبرز المرشحين، إلى جانب خيارات أخرى مثل الاستعانة بشخصية من يسار الوسط أو شخصية تكنوقراطية.

وأكدت الرئاسة الفرنسية أن اسم رئيس الوزراء الجديد سيُعلن خلال الأيام القليلة المقبلة.

مواقف الأحزاب السياسية

الحزب الاشتراكي: رئيس الحزب أوليفييه فور دعا إلى منح رئاسة الحكومة لليسار أو حزب الخضر.

التجمع الوطني اليميني المتطرف: جدد مطالبته بإجراء انتخابات مبكرة، برلمانية أو رئاسية، وهو خيار يرفضه ماكرون حتى الآن بعد تجربة الانتخابات المبكرة العام الماضي التي زادت من انقسام البرلمان.

رد فعل الأسواق والاقتصاد

الأسواق المالية لم تتأثر كثيرًا برحيل بايرو، إذ كان القرار متوقعًا، إلا أن الأنظار تتجه الآن إلى وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، التي ستعلن يوم الجمعة قرارها بشأن ديون فرنسا السيادية.

وتشير البيانات إلى أن فرنسا تأتي في المرتبة الثالثة أوروبيًا من حيث حجم الدين العام مقارنة بالناتج المحلي، بعد اليونان وإيطاليا.

احتجاجات شعبية مرتقبة

تستعد فرنسا يوم الأربعاء لاحتجاجات واسعة تحت شعار "لنشلّ كل شيء"، وهي دعوات انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي من دون قيادة مركزية واضحة، ما يجعل من الصعب تقدير حجمها.

كما أعلن عن فعاليات رمزية بعنوان "كأس وداع لبايرو" أمام عدد من البلديات، فيما حددت النقابات العمالية يوم 18 سبتمبر موعدًا لإضرابات وتظاهرات جديدة.