انتقد محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري السابق والرئيس الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الموقف العربي الرسمي بعد الهجوم الإسرائيلي على قطر، مؤكدا أن الاقتصار على إصدار بيانات الإدانة دون تحرك فعلي لا يليق بحجم الجريمة.

 

قال بوضوح إن الاكتفاء ببيانات الشجب والمطالبة بدور المجتمع الدولي أصبح موقفا مكررا لا يغيّر من الواقع شيئا، مضيفا أن الأكرم هو الصمت بدلاً من هذه البيانات الشكلية.

 

نبّه البرادعي إلى أن الدول العربية تعيش منذ عقود في حالة من التخبط والعجز وغياب الرؤية، وهو ما جعلها تحصد اليوم نتائج هذا الضعف. 

 

وأوضح أن بعض الحكومات ما زالت تحافظ على علاقات سياسية وتجارية وسياحية وأمنية مع إسرائيل، على الرغم من استمرار الاعتداءات، وهو ما اعتبره تناقضا صارخا في المواقف الرسمية.

 

حضّ البرادعي الحكومات العربية على اتخاذ خطوات عملية تليق بحجم ما يحدث، مؤكدا أن المطلوب ليس مجرد كلمات بل أفعال توازي حجم الانتهاكات المتكررة. 

 

ورأى أن الصمت قد يكون أحيانا أكثر احتراما من تكرار بيانات لا تترجم إلى مواقف مؤثرة على الأرض.

 

شدّد البرادعي على أن استمرار هذا النهج سيضعف ثقة الشعوب في حكوماتها، وسيترك المجال مفتوحا أمام الاحتلال لمواصلة سياساته دون حساب. 

 

واعتبر أن غياب التحرك العملي يعكس عجزا عن حماية المصالح العربية، ويؤكد أن السياسات الحالية غير قادرة على مواجهة التحديات.

 

ركّز البرادعي في رسالته على أن على الدول العربية أن تتحمل مسؤولياتها تجاه شعوبها وأوطانها، لا أن تكتفي بدور المتفرج. 

 

وأكد أن التغيير يبدأ من قرارات شجاعة تعيد التوازن وتحمي الكرامة، مشيرا إلى أن استمرار الوضع الحالي يعني مزيدا من الخسائر على المستويين السياسي والإنساني.