تشهد مصر جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية عقب الإعلان عن اختفاء سوار ذهبي نادر من مقتنيات الملك أمنؤوبي أحد ملوك الأسرة الحادية والعشرين، من داخل المتحف المصري بميدان التحرير، وهو ما اعتُبر ضربة جديدة لجهود الحفاظ على الآثار المصرية القديمة وصورة مصر أمام العالم.
تفاصيل الواقعة
وبحسب بيان رسمي صادر عن وزارة السياحة والآثار المصرية، تم اكتشاف فقدان القطعة الأثرية أثناء تجهيز 130 قطعة فرعونية للمشاركة في معرض "كنوز الفراعنة" المقرر افتتاحه في العاصمة الإيطالية روما يوم 24 أكتوبر 2025.
وأكدت الوزارة أنها شكلت لجنة عاجلة للتحقيق في الحادثة، وأحالت الملف إلى النيابة العامة التي ستتولى التحقيق رسميًا.
وأوضح مدير عام المتحف المصري أن الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي "لا تخص السوار الأصلي المفقود"، مشيرًا إلى أن القطعة المختفية أصغر حجمًا وتختلف تمامًا عن القطع المعروضة في قاعات المتحف.
إجراءات عاجلة للسيطرة على الأزمة
سارعت وزارة الآثار لاتخاذ عدة إجراءات احترازية لمنع تهريب السوار، تضمنت:
- تعميم صورته ومواصفاته على جميع المطارات والمنافذ الحدودية في مصر.
- التحفظ على العاملين المشرفين على القطع التي كانت بصدد تجهيزها للمعرض الدولي.
- متابعة حركة القطع المسجلة داخل المتحف بدقة للتأكد من عدم فقدان أي مقتنيات أخرى.
وأشار أحد المسؤولين إلى أن سهولة استعادة السوار المفقود تكمن في كونه مسجلًا رسميًا ضمن مقتنيات المتحف المصري، ما يجعل بيعه أو تهريبه عبر الأسواق العالمية أمراً شديد الصعوبة.
تفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي
على الجانب الآخر، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بخبر اختفاء السوار، حيث انتشرت صور ومعلومات متناقضة عن القطعة المفقودة، البعض تحدث عن "سرقة جديدة لرموز الحضارة المصرية"، بينما أبدى آخرون استياءهم من غياب كاميرات المراقبة في بعض معامل الترميم داخل المتحف، معتبرين أن ذلك سهّل عملية الاختفاء.
في المقابل، دعا عدد من الخبراء إلى التريث وانتظار نتائج التحقيقات، مؤكدين أن نشر الشائعات يضر بسمعة مصر الثقافية.
ليست الأولى من نوعها
أعادت هذه الواقعة إلى الأذهان سلسلة من حوادث اختفاء وسرقة قطع أثرية نادرة من المتحف المصري على مدار العقود الماضية.
ففي عام 2004 تم الإعلان عن اختفاء 38 قطعة ذهبية من مقتنيات المتحف، كما شهد يناير 2011، خلال فترة الاضطرابات السياسية، سرقة عدد من المقتنيات الأثرية البارزة، من بينها تمثال لتوت عنخ آمون، قبل أن تنجح السلطات المصرية لاحقاً في استعادة معظمها.
مخاوف على سمعة مصر الدولية
يرى خبراء أن قضية اختفاء السوار الذهبي لا تقتصر فقط على قيمته الأثرية النادرة، بل تمتد إلى تأثيرها على سمعة مصر أمام المجتمع الدولي، خاصةً أن الحادث جاء قبل أسابيع قليلة من انطلاق معرض دولي بارز في إيطاليا.
ويؤكد مراقبون أن الحادث يفرض على وزارة الآثار إعادة النظر في إجراءات تأمين المتاحف والمقتنيات الأثرية، خصوصًا مع تكرار حالات الفقدان أو السرقة في العقود الماضية.