قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الاعتراف بدولة فلسطين باعتباره "مكافأة لحماس" تعكس انحيازًا كاملًا لإسرائيل، واصفًا ترامب بأنه "أكثر الرؤساء تلونًا"، وأضاف: "لا أثق في ترامب على الإطلاق، وما يقوله من قبيل المكابرة والمغالطة التي لا أساس لها من الصحة"، مؤكدًا أن الدول العربية سترد عليه بوضوح: "لا، بالخط العريض".
وأوضح بيومي لـ"خمسة سياسة"، أن دعوة ترامب لمشاركة عربية مباشرة في إدارة غزة ما هي إلا محاولة "لزحلقة المسؤولية عن الغزاويين"، قائلاً: "قول حق يراد به باطل.. يريد أن نحمل العبء بدلًا من الاحتلال الإسرائيلي، سواء باستيعاب الغزيين في بلادنا أو بتحمل تبعات العدوان عليهم".
وفيما يخص هجوم ترامب على الأمم المتحدة، أكد بيومي أن ذلك دليل على "رجل لا يخضع للشرعية الدولية ولا يعترف بالعدالة الدولية"، مشيرًا إلى أنه سبق أن عاقب قضاة المحكمة الجنائية ومنع دخولهم أمريكا. وأضاف: "ترامب ينتمي إلى أغنياء الحرب ويظن أن المال يحرك كل شيء، وهو لا يطيع العدالة الدولية ولا حتى أحكام المحكمة العليا في بلده"، واعتبر أن موقفه من المنظمة الدولية يكشف رغبته في اختراع "شرعية خاصة به".
وعن تمثيل مصر برئيس الوزراء مصطفى مدبولي بدلًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي في اجتماع ترامب مع القادة العرب، قال بيومي إن الخطوة تحمل دلالة واضحة: "هي رسالة بعدم الثقة في ترامب، لكن في نفس الوقت علاقتنا بالولايات المتحدة متميزة، ولذلك لم نرفض الدعوة بل أوفدنا مندوبًا بتمثيل مناسب".
وبشأن تصريحات ترامب عن "وقف حروب بينها حرب سد النهضة"، وصفها بيومي بأنها "كلام فارغ لا يساوي الحبر الذي كتب به"، مؤكدًا أن مصر لم تكن بصدد خوض حرب بسبب السد، خصوصًا وأن السنوات الأخيرة شهدت فيضانات ضخمة زادت عن احتياجات مصر: "فتحنا منخفض توشكى لتصريف المياه الفائضة.. فأين الحرب هنا؟"، مضيفًا أن ما قاله ترامب "قول غير حقيقي وغير دقيق".
وانتقد بيومي أيضًا سياسات ترامب الاقتصادية والدبلوماسية قائلاً: "هو لا يستمع لنصيحة أحد رغم امتلاكه واحدة من أعظم وزارات الخارجية في العالم، ويتخذ قرارات تضر بمصالح بلاده مثل فرض الرسوم الجمركية على الصين وأوروبا، في تجاهل لقواعد التجارة الدولية، ما يعكس قلة خبرة وعدم معرفة بالقانون الدولي"، مؤكدًا أن أسلوبه "شغل عصياني" يفاقم الأزمات بدل حلها.