في تحدٍ واضح لما فعلته قوات الاحتلال الإسرائيلية من قرصنة وبلطجة، أعلنت الإدارة العالمية لأسطول الصمود عن إطلاق أسطول الحرية باتجاه قطاع غزة، بمشاركة حوالي 100 ناشط من مختلف الجنسيات، بينهم الناشط التونسي علي كنيس.
ويضم الأسطول تسع سفن، من بينها سفينة الضمير، التي تبحر حاليًا قبالة جزيرة كريت، والمتوقع وصولها إلى غزة خلال ثلاثة أيام.
وأكدت هيفاء منصوري، عضو الإدارة العالمية لأسطول الصمود، أن معنويات جميع المشاركين مرتفعة رغم محاولات الاحتلال عرقلة تحركهم، مشددةً على أن حاجز الخوف كسر منذ زمن، وأن الوصول إلى غزة سيكون سابقة تاريخية لكشف وفضح جرائم الاحتلال أمام العالم.
الهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود
يأتي هذا التحرك بعد يومين من الهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود واحتجاز المشاركين، حيث أكد الأسطول أن قوات البحرية الإسرائيلية اعترضت جميع قوارب الأسطول وعددها 42، وكانت السفينة "مارينيت" آخر السفن، والتي تم اعتراضها صباح الجمعة من قبل البحرية الإسرائيلية، ونقل ركابها أولاً إلى ميناء أشدود ثم إلى سجن بصحراء النقب.
معاملة المعتقلين وحقوقهم القانونية
أكد المتحدث باسم مركز عدالة، معتصم زيدان، أن المعتقلين وعددهم حوالي 470 ناشطًا تعرضوا لـ:
معاملة عنيفة لفظيًا
اتهامات بالإرهاب من قبل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير
وضع أصفاد بطريقة عنيفة
التحقيق معهم لساعات طويلة
وأشار زيدان إلى أن المحامين جندهم المركز للدفاع عن المعتقلين، وأن المعاينة لم تسجل أي إصابات جسدية كبيرة، كما تم الاستماع للمعتقلين بشكل فردي، مع مراعاة العلاقات الدبلوماسية، خاصة أن بعض النشطاء من دول يعتبرها الاحتلال "دولة عدوّ".
ترحيل المحتجزين وإجراءات الدول
أعلنت إسرائيل عن ترحيل أربعة ناشطين إيطاليين كانوا على متن الأسطول، مع الإعلان عن ترحيل البقية قريبًا، في إطار سعيها لإنهاء إجراءات الاحتجاز بأسرع وقت ممكن.
من جانبها، تتابع وزارة الخارجية والمغتربين بلبنان قضية توقيف مواطنيها على متن الأسطول لتأمين الإفراج عنهم، فيما وجّه الرئيس التونسي قيس سعيد بضرورة مضاعفة الجهود لإعادة التونسيين المحتجزين، مشددًا على أن الدولة التونسية لن تتخلى عن مسؤولياتها الوطنية، وأن موقف تونس ثابت وصوتها مسموع عالميًا في مواجهة جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.
ردود الفعل الدولية
علّقت وزارة الخارجية الأمريكية على الهجوم الإسرائيلي على أسطول الصمود، ووصفت ما حدث بـ استفزاز متعمد وغير ضروري قد يصرف الانتباه عن جهود إدارة ترامب لتأمين صفقة سلام بين إسرائيل وحماس.
مظاهرات التضامن في العالم العربي وأوروبا
اندلعت مظاهرات في أمريكا وأوروبا والدول العربية تنديدًا بالهجوم الإسرائيلي على الأسطول، حيث تجمع تونسيون أمام مقر السفارة الأمريكية بتونس حاملين أعلام تونس وفلسطين، وأدانوا ما وصفوه بـ الاعتداء الصهيوني السافر على أسطول الصمود في المياه الدولية.
وطالب المحتجون بحماية المشاركين المغاربيين والدوليين، ومن بينهم صحفيون ونشطاء، ومواصلة التحركات الاحتجاجية للضغط على حكومات الدول المعنية للتدخل دبلوماسيًا وضمان سلامة المحتجزين، مع تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني.
الإجراءات القانونية الإسبانية ضد إسرائيل
في إطار ردود الفعل الأوروبية، أعلنت إسبانيا أنها تدرس اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل بعد الهجوم على أسطول الصمود، حيث أدرجت النيابة العامة الإسبانية الهجوم ضمن تحقيق حول الجرائم الدولية في قطاع غزة، وطالب رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز السلطات الإسرائيلية باحترام حقوق أعضاء الأسطول.