في تصعيد جديد للأزمة السياسية التي تعصف بواشنطن، كشف موقع أكسيوس أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأت استعداداتها لتنفيذ عمليات تسريح جماعية لآلاف الموظفين الفيدراليين، في غضون يومين فقط من بدء الإغلاق الحكومي، في خطوة تستهدف زيادة الضغط على الديمقراطيين في الكونغرس بعد تعثر مفاوضات تمويل الحكومة.
وقال كيفن هاسِت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني ومستشار الرئيس ترامب، إن تهديدات البيت الأبيض بفصل موظفين حكوميين تعتمد على استجابة الديمقراطيين للمفاوضات الجارية، معتبرًا أن الإغلاق فرصة فريدة لإعادة هيكلة الجهاز الحكومي، وتقليص حجمه، وتعزيز السلطة التنفيذية للرئيس.
وأوضح هاسِت أن الهدف من هذه الخطوة هو إحداث تغيير دائم في شكل الجهاز الفيدرالي، بحيث يصبح أكثر خضوعًا للرئاسة وأقل استقلالية، مشيرًا إلى أن العديد من الوكالات تُعد منحازة للديمقراطيين، بحسب وصف إدارة ترامب.
وتتماشى هذه التحركات مع خطة أوسع تعرف باسم "مشروع 2025"، والتي تسعى لإعادة تشكيل مؤسسات الدولة الفيدرالية وتقليل البيروقراطية، من خلال استغلال أي توقف في الإنفاق الحكومي لإحداث تغييرات جذرية داخل هيكل الإدارة الأمريكية.
من جهته، حذّر راسل فَوْت، مدير مكتب الإدارة والموازنة، من أن آلاف الموظفين قد يفقدون وظائفهم بشكل دائم إذا لم يمرر الكونغرس قانون التمويل قبل الأول من أكتوبر، مؤكدًا أن هذه الخطوة ضرورية "لإصلاح الجهاز الإداري"، رغم ما قد تسببه من خسائر سياسية.
وفي اليوم الثاني من الإغلاق، أعلن ترامب نيته الاجتماع مع فَوْت لبحث ما سماه خطة "خفض نفوذ الوكالات الديمقراطية"، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض يسعى لجعل الإغلاق الحكومي أكثر إيلامًا سياسيًا للديمقراطيين عبر استخدام التسريحات الجماعية كوسيلة ضغط.
وتواجه هذه التوجهات معارضة شديدة من النقابات العمالية، التي اعتبرت هذه الخطوات تسييسًا مرفوضًا للجهاز الحكومي وانتهاكًا للقانون.
وبحسب مصادر نقل عنها موقع أكسيوس، تعتزم الإدارة بدء تنفيذ قرارات الفصل خلال يومين، في محاولة لتكثيف الضغط السياسي على الحزب الديمقراطي وتحميله مسؤولية تداعيات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على الإغلاق.
ويرى مراقبون أن الرئيس ترامب يسعى لتحويل أزمة الإغلاق الحكومي من مجرد خلاف حول التمويل، إلى معركة أوسع تتعلق بشكل النظام الفيدرالي الأمريكي وصلاحيات الرئاسة، في إطار توجهه لتقليص نفوذ المؤسسات التي يعتبرها خصمًا سياسيًا داخليًا.