تظل حرب أكتوبر العظيمة، هي أهم الحروب التي خاضتها مصر، في العصر الحديثي وهي معركة تحرير سيناء، ارض الفيروز، وفي هذا اليوم تغيّر وجه التاريخ العربي والإقليمي إلى الأبد، فهو اليوم الذي اتخذ الرئيس الراحل محمد أنور السادات القرار الأخطر والأشجع في تاريخ مصر الحديث، قرار الحرب، الذي أعاد للأمة العربية كرامتها، ولمصر أرضها وثقتها بنفسها، بعد سنوات من الانكسار والانكماش التي أعقبت نكسة يونيو 1967.
وقال الرئيس الراحل محمد أنور السادات إن التاريخ العسكري سيقف طويلاً، متأملًا وباحثًا، أمام ملحمة السادس من أكتوبر عام 1973، تلك العملية الفريدة التي استطاعت فيها قواتنا المسلحة أن تُحطّم المستحيل. ففي ذلك اليوم المجيد، تمكن أبطال الجيش المصري من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياز خط بارليف المنيع، والسيطرة على الضفة الشرقية للقناة بعد أن أفقدوا العدو توازنه الكامل، وحققوا بنجاح مهامهم المباشرة والتالية بإقامة رؤوس الكباري وتثبيت مواقعهم عليها.
وقد تصدت قواتنا بكل بسالة لهجمات العدو المضادة، فحطّمتها وألحقت به خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، ثم طوّرت هجومها شرقًا، فهدمت بذلك أسطورة الأمن الإسرائيلي، وقطعت ذراعه الطويلة التي طالما تباهى بها في المنطقة.
وأدار الجيش المصري عمليات القتال شرق القناة وغربها بكفاءة نادرة حتى تمّ وقف إطلاق النار، ثم بدأت مرحلة مباحثات فضّ الاشتباك التي انتهت بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى الشرق.
لقد كانت المخاطرة عظيمة، والتضحيات جسيمة، لكنّ إرادة النصر كانت أقوى من كل الصعاب. لقد جسدت حرب السادس من أكتوبر المجيدة إرادة أمةٍ أرادت الحياة، فصنعت النصر بدماء أبنائها وشجاعة رجاله.
واليوم نخلد ذكري الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وننشر نص خطابه إلي الفريق أول أحمد إسماعيل بخط يده.
"إلى الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، بناءً على التوجيه السياسي العسكري الصادر لكم منى فى أول أكتوبر 1973 وبناءً على الظروف المحيطة بالموقف السياسى والإستراتيجي، قررت تكليف القوات المسلحة بتنفيذ المهام الإستراتيجية الآتية:
إزالة الجمود العسكري الحالي بكسر وقف إطلاق النار اعتباراً من يوم 6 أكتوبر 1973.
تكبيد العدو أكبر خسائر ممكنة فى الأفراد والأسلحة والمعدات، وممهورا بتوقيع بخط اليد