حذّرت ريهام الجعفري، مسؤولة التواصل بمؤسسة "أكشن إيد" الدولية في فلسطين، من تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة، مؤكدة أن القطاع بات على حافة المجاعة، وأن حياة الآلاف من السكان، لا سيما الأطفال والرضّع، باتت مهددة بشكل مباشر.
وقالت الجعفري، في تصريحات تلفزيونية عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، إن الوضع الغذائي والصحي في غزة يشهد تدهورًا يوميًا مستمرًا، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي، إغلاق المعابر، ومنع دخول المساعدات والوقود. وأضافت أن غياب الممرات الآمنة يعرقل بشكل كبير وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة داخل القطاع، مما يزيد من حدة المعاناة، خاصة في أوساط الفئات الأكثر ضعفًا.
وكشفت الجعفري أن مئات الأطفال حديثي الولادة يواجهون خطر الموت بسبب نفاد الحليب الطبي وانقطاع الكهرباء عن الحضّانات في المستشفيات، مشيرة إلى أن المنظومة الصحية تعاني من انهيار تدريجي مع توقف محطات الكهرباء والمياه عن العمل بسبب نقص الوقود، الأمر الذي أدى إلى شلل شبه كامل في تقديم الخدمات الأساسية.
وأضافت أن كل دقيقة تمر دون تدخل إنساني عاجل تعني مزيدًا من الجوع والعطش والألم لأكثر من مليوني إنسان داخل القطاع المحاصر.
وفيما يتعلق بأزمة المياه، أوضحت الجعفري أن سكان غزة لا يجدون مياهًا صالحة للشرب، ليس بسبب تغيرات مناخية أو شح في الموارد، بل نتيجة مباشرة للحرب التي طالت البنية التحتية ومحطات تحلية المياه. ولفتت إلى أن تدمير هذه المحطات ونفاد الوقود اللازم لتشغيلها اضطر الأهالي إلى استخدام مياه ملوثة، حتى هذه لم تعد متوفرة في بعض المناطق، مما ينذر بكارثة صحية وبيئية وشيكة.
واختتمت الجعفري تصريحها بالتأكيد على أن الحل لا يكمن فقط في إدخال المساعدات، بل في ضرورة وقف العدوان وفتح ممرات إنسانية آمنة لضمان الحد الأدنى من الحياة الكريمة لسكان غزة، الذين يعيشون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.