أعلنت الأمم المتحدة أن عدد الفلسطينيين النازحين داخليًا في قطاع غزة نتيجة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية قد تجاوز 796 ألف شخص منذ منتصف مارس الماضي، في ظل موجة غير مسبوقة من التهجير القسري التي تستهدف المدنيين في القطاع المحاصر.
وقالت دانييلا جروس، نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي، إن الأسبوع الماضي وحده شهد تسجيل نحو 17 ألف حالة نزوح جديدة خلال الفترة بين 12 و20 أغسطس الجاري، مؤكدة أن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم في القطاع.
نزوح داخلي متواصل داخل مدينة غزة
أوضحت جروس أن الغالبية العظمى من النزوح يجري داخل مدينة غزة نفسها، حيث يفرّ السكان من الأحياء الشرقية نحو المناطق الجنوبية والغربية، في محاولة للنجاة من القصف والعمليات البرية الإسرائيلية.
ولفتت إلى أن حي الزيتون الواقع جنوب شرقي غزة يتعرض منذ 11 أغسطس لهجوم واسع النطاق من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي يستخدم القصف المدفعي وإطلاق النار العشوائي، إضافة إلى نسف المنازل بواسطة روبوتات مفخخة، في إطار خطة عسكرية تهدف إلى إعادة السيطرة التدريجية على القطاع.
خطة إسرائيلية لإعادة احتلال غزة تثير القلق الدولي
وفي 8 أغسطس الجاري، صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة تدريجيًا، بدءًا من مدينة غزة.
وقد أثارت هذه الخطة موجة من القلق الدولي، إذ اعتبرتها منظمات حقوقية ومؤسسات إنسانية تهديدًا مباشرًا لمئات آلاف المدنيين العالقين داخل القطاع، محذرة من تداعياتها الكارثية على الأوضاع الإنسانية.
أوامر إخلاء تطال معظم مساحة قطاع غزة
ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أن نحو 88% من مساحة قطاع غزة البالغة 360 كيلومترًا مربعًا أصبحت خاضعة لأوامر إخلاء إسرائيلية، وهو ما يكشف مدى اتساع نطاق التهجير القسري الذي يطال الفلسطينيين بشكل ممنهج.
اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية
تواجه إسرائيل اتهامات متصاعدة بارتكاب إبادة جماعية في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، وذلك على خلفية عمليات القتل والتجويع والتهجير القسري، رغم صدور أوامر صريحة من محكمة العدل الدولية بوقف هذه الممارسات.
وبحسب أحدث الإحصائيات، فقد أسفرت الحرب عن استشهاد أكثر من 62,192 فلسطينيًا وإصابة نحو 157,114 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. كما لا يزال أكثر من 9,000 شخص في عداد المفقودين، سواء تحت الأنقاض أو في ظروف مجهولة.
إلى جانب ذلك، أدت المجاعة الناتجة عن الحصار ونقص الإمدادات الإنسانية إلى وفاة ما لا يقل عن 271 شخصًا، من بينهم 112 طفلًا، في مؤشر خطير على اتساع نطاق الكارثة الإنسانية.
مأساة إنسانية متصاعدة في ظل غياب الأفق السياسي
تؤكد هذه الأرقام أن الوضع في غزة بلغ مستويات كارثية غير مسبوقة، وسط تحذيرات منظمات دولية بأن استمرار الهجمات الإسرائيلية ومنع وصول المساعدات سيؤدي إلى مزيد من ارتفاع أعداد الضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية.
ويأتي ذلك في ظل غياب أي أفق سياسي لحل الأزمة أو الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب، ما يترك ملايين الفلسطينيين عرضة للخطر المستمر، ويجعل من الأزمة في غزة واحدة من أكثر المآسي الإنسانية تعقيدًا في العصر الحديث.