بين دموع الفرح ومشاعر الفخر، استقبلت الطالبة مريم الشافعي نبأ تفوقها بعد حصولها على المركز الثاني على مستوى الجمهورية، الشعبة الأدبية في نتيجة الثانوية العامة 2025، في لحظة وصفتها بـ"غير الحقيقية"، لكنها أكدت أن سعادتها لن تكتمل إلا عندما تشاركها أختها التوأم فرحة النجاح.
قالت مريم: "الحمد لله، ما زلت مش مصدقة، حسيت إن كل تعبي طول السنة ما راحش هدر، لكن الفرحة مش كاملة.. بستنى أشوف ابتسامة أختي التوأم وهي مبسوطة بنجاحها علشان أحس بطعم الإنجاز بجد."
رحلة تعب ومذاكرة مستمرة
استرجعت مريم لحظات العام الدراسي الصعب، وقالت إنها عاشت فترة من التوتر الشديد والضغط النفسي، لكنها كانت تضع هدفًا واضحًا أمام عينيها: التفوق والوجود ضمن أوائل الجمهورية.
وأضافت: "كنت بحس إن أي دقيقة بضيعها من المذاكرة ممكن تأثر على مستقبلي، كنت بذاكر بالساعات، وأحيانًا بنام بالعافية، بس كان عندي إصرار غير طبيعي".
وتابعت: "كنت متأكدة إن ربنا مش هيضيع تعبي، لكن عمري ما توقعت أبقى الثانية على الجمهورية، كنت بطمح أكتر إني أكون من الأوائل، لكن الترتيب ده مفاجأة سعيدة جدًا بالنسبة لي".
دعم عائلي لا يُقدّر بثمن
أشادت مريم بدور والديها في دعمها طوال العام، مؤكدة أن والدتها كانت تلازمها في لحظات الإحباط وتحثّها على الاستمرار، بينما كان والدها يهيّئ لها الجو المناسب للمذاكرة، ويردد دائمًا: "أنا واثق فيكِ".
وقالت مريم: "كل كلمة دعم سمعتها كانت بتخليني أقوى.. حتى أختي التوأم، رغم إنها كانت مشغولة بمذاكرتها، كانت بتشجعني كل ما تلاقيني مضغوطة، وأنا كنت بعمل نفس الشيء معاها.. كنا بنشدّ بعض، وبنحاول نعدي مع بعض".
اللحظة التي غيّرت كل شيء
وعن لحظة إعلان النتيجة، قالت مريم إن الخبر وصلها عن طريق أحد أقاربها، بعد نشر قائمة أوائل الثانوية العامة، حيث أخبرها هاتفياً:"مبروك يا مريم.. اسمك في أوائل الجمهورية"، وأضافت: "ساعتها صرخت وعيطت وقلبي كان بيرقص من الفرحة.. حسيت إني طايرة".
وقالت إن أجواء البيت انقلبت خلال دقائق، فالجميع بدأ يزغرد ويهنئ ويحتضنها، مؤكدة أن تلك اللحظة ستظل محفورة في ذاكرتها مدى الحياة.
أختي التوأم.. نصي الثاني
و عن شقيقتها التوأم، أوضحت مريم أن علاقتها بها مميزة للغاية، مؤكدة أن مشاعر الدعم والمساندة كانت متبادلة، لكنها الآن تنتظر نتيجتها بفارغ الصبر، قائلة: "فرحتي مش هتكمل غير لما أعرف نتيجتها.. هي تعبت زَيي بالظبط، وإحنا كنا دايمًا في ظهر بعض.. النجاح الحقيقي إننا ننجح سوا".
رسائل للمستقبل
وجهت مريم رسالة لكل طلاب الثانوية العامة، خاصة من يشعرون بالإحباط أو الضغط، قائلة:"صدقوا في نفسكم حتى لو الناس مش مصدقاكم، اجتهدوا وما تسيبوش حلمكم مهما كانت الصعوبات، النجاح مش سهل لكنه يستحق".
كما شكرت معلميها ومدرستها على كل ما قدموه لها، مؤكدة أن التعليم الجاد والتشجيع الحقيقي كان لهما دور كبير في وصولها إلى ما هي عليه الآن.
حلم الجامعة وخطوة جديدة
أعربت مريم عن أملها في الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أو الإعلام، حيث تطمح في استكمال مسيرة نجاحها في مجال تحبه وتبدع فيه، مضيفة: "أنا شايفة إن اللي جاي أهم.. لازم أستمر وأثبت إن النجاح مش بس في الثانوية، بل في كل خطوة جاية".
نموذج ملهم
قصة مريم الشافعي ليست مجرد تفوق في درجات، بل هي قصة طموح، وإصرار، وأختين جمعتهما رحلة كفاح واحدة، وتنتظران أن تتوّج بفرحتين.
تظل مريم مثالًا حقيقيًا للطالبة التي لم تجعل التعب حائلًا أمام أحلامها، بل حولته إلى منصة انطلاق نحو القمة.