يُعدّ مثال جنوب أفريقيا بعد نهاية نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) من أبرز الأمثلة التاريخية على قوة الدبلوماسية الرياضية، حيث كانت البلاد تعاني من انقسامات عميقة وكراهية عرقية، وكان فريق الركبي الوطني، "سبرينغبوكس"، رمزًا للهيمنة البيضاء.
لكن في عام 1995، استضافت جنوب أفريقيا كأس العالم للركبي، في مشهد تاريخي لا يُنسى، ارتدى الرئيس نيلسون مانديلا قميص الفريق وشجع لاعبيه، بمن فيهم القائد الأبيض فرانسوا بينار، كانت هذه اللحظة أكثر من مجرد دعم رياضي؛ لقد كانت رسالة واضحة للعالم وللشعب الجنوب أفريقي نفسه بأن الأمة قد تجاوزت انقساماتها وبدأت رحلة التعافي والوحدة، ولم يقتصر الأمر على توحيد الأمة حول انتصار رياضي، بل أظهر للعالم أن جنوب أفريقيا الجديدة ملتزمة بالمساواة والاندماج، مما عزز صورتها الإيجابية دوليًا.
الرياضة وسيلة قوية للدول لتحقيق أهداف استراتيجية
يُمكن للرياضة أن تكون وسيلة قوية للدول لتحقيق أهداف استراتيجية أخرى، حيث تستغل الدول الكبرى استضافة الأحداث الرياضية الضخمة مثل الألعاب الأولمبية أو كأس العالم لعرض بنيتها التحتية المتقدمة، وقدرتها التنظيمية، وابتكاراتها التكنولوجية، هذه الأحداث لا تجذب السياح فحسب، بل تجذب أيضًا الاستثمارات وتعزز الشعور بالفخر الوطني.
وايضًا يمكن للمنافسات الرياضية أن تفتح قنوات اتصال بين الدول المتنافسة، على سبيل المثال، "دبلوماسية البينغ بونغ" في السبعينيات ساهمت في إذابة الجليد بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى تحسين العلاقات الثنائية بعد عقود من القطيعة.
وتُستخدم الرياضة أحيانًا كمنصة لنشر رسائل السلام، والمساواة، والعمل الجماعي، مما يمنح الدولة دورًا قياديًا في تعزيز القيم الإيجابية على الصعيد العالمي.