شهدت الساحة السياسية المصرية في السنوات الأخيرة صعود وجوه شابة إلى مواقع قيادية في الأحزاب، في محاولة لضخ دماء جديدة وتجديد الخطاب السياسي. وبينما واجه البعض تحديات أدت إلى ابتعادهم، استمر آخرون في التأثير من خلال منابر مختلفة، مقدمين نماذج متنوعة للعمل الحزبي الشبابي.

أحمد عبد الهادي: صوت الشباب في "حزب شباب مصر"

يترأس الدكتور أحمد عبد الهادي حزب "شباب مصر"، وهو حزب يدعي أنه الأول من نوعه في العالم الذي يتولى قيادته جيل الشباب بشكل كامل. تأسس الحزب بهدف واضح وهو خدمة مصالح الشباب وتعزيز دورهم في التنمية والشؤون السياسية.

المميزات والإنجازات:

خطاب متخصص: يركز الحزب تحت قيادة عبد الهادي، وهو صحفي وناشط حقوقي، على قضايا محددة تهم الشباب مثل الإصلاحات التعليمية، ودعم البحث العلمي، ومواكبة التطور التكنولوجي.

 

استخدام الإعلام الجديد: يستغل الحزب وقيادته وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية لنشر أفكاره والتفاعل المباشر مع المواطنين، مما يعكس طبيعته الشبابية.

 

الدفاع عن قضايا البسطاء: عُرف عن عبد الهادي استغلاله للقاءات الرسمية، مثل لقاءات رؤساء الأحزاب مع رئيس الجمهورية، لطرح قضايا ومشاكل المواطنين البسطاء بشكل مباشر.

 

تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين: مصنع الكوادر الشابة

تُعتبر "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين" التي انطلقت عام 2018، تجربة فريدة وناجحة في المشهد السياسي المصري. ورغم أنها ليست حزبًا، إلا أنها منصة حوارية مؤثرة نجحت في تقديم كوادر شابة للمناصب التنفيذية والتشريعية، مما يجعلها مساهمًا رئيسيًا في تمكين الشباب سياسيًا.

أبرز الإنجازات:

تأهيل كوادر للمناصب القيادية: تم تعيين عدد من أعضاء التنسيقية في منصب نائب محافظ، مثل إبراهيم الشهابي (الجيزة)، ومحمد موسى (المنوفية)، وبلال حبش (بني سويف)، وغيرهم.

تمثيل برلماني فاعل: نجحت التنسيقية في الحصول على مقاعد لأعضائها في مجلسي النواب والشيوخ، حيث قدموا أداءً برلمانيًا لافتًا، تميز بتقديم دراسات الأثر التشريعي للقوانين وطرح رؤى في مختلف القضايا.

خلق منصة حوار جامعة: استطاعت التنسيقية أن تجمع تحت مظلتها شبابًا من 26 حزبًا سياسيًا من مختلف الأيديولوجيات (من اليمين واليسار والوسط)، مما خلق حالة حوار وتوافق حول القضايا الوطنية.

تُظهر هذه النماذج أن دخول الشباب إلى حلبة القيادة الحزبية في مصر يأخذ أشكالاً متنوعة، سواء عبر رئاسة أحزاب قائمة، أو تأسيس كيانات جديدة، أو من خلال منصات مبتكرة مثل التنسيقية التي أصبحت رافدًا مهمًا للكوادر الشابة في الدولة.