في ظل الاعتراف العالمي بالدور المحوري الذي يلعبه الشباب كوكلاء للتغيير وقادة وفاعلين في تعزيز استراتيجيات التنمية المستدامة، يحظى اليوم العالمي للشباب 2025، الذي يُحتفل به في 12 أغسطس، بأهمية خاصة هذا العام، فهو يُحيي الذكرى العاشرة لاعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي دعت الأمم المتحدة من خلالها إلى تنسيق الجهود العالمية للقضاء على الفقر، وحماية الكوكب، وضمان تمتع جميع الشعوب بالسلام والازدهار.
واعتراف أممي بدور الشباب في التنمية والسلام وفقًا للموقع الرسمي للأمم المتحدة un.org، يعود الاهتمام المؤسسي بدور الشباب إلى عام 1979، عندما أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة "السنة الدولية للشباب: المشاركة والتنمية والسلم". وخلال الفترة بين 1965 و1975، ركزت الأمم المتحدة على ثلاثة محاور أساسية: المشاركة، التنمية، والسلام، وأكدت على الحاجة إلى وضع سياسة دولية للشباب.
اليوم العالمي للشباب
وفي عام 1999، أقرّت الجمعية العامة يوم 12 أغسطس ليكون اليوم العالمي للشباب، تنفيذًا لتوصية مؤتمر وزراء الشباب العالمي في لشبونة، ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم منصة عالمية لتعزيز الوعي ببرنامج العمل العالمي للشباب، ودعوة الحكومات والمجتمعات لدعم مشاركتهم. ويمثل قرار مجلس الأمن 2250 بشأن الشباب والسلام والأمن محطة فارقة، إذ أكد على ضرورة إشراك الشباب في جهود بناء السلام ومكافحة التطرف، معترفًا بدورهم الحيوي كشركاء في القضايا العالمية.
شعار اليوم العالمي للشباب 2025
" يُركز شعار هذا العام على إبراز الدور الفريد للشباب في تحويل الطموحات العالمية إلى واقع محلي، حيث يعملون على مواءمة أهداف التنمية المستدامة مع احتياجات مجتمعاتهم، في ظل ارتباط أكثر من 65% من هذه الأهداف بالحوكمة المحلية. وتُعتبر مشاركة الشباب في هذه الجهود أمرًا ضروريًا لا ترفًا، لما يملكونه من إبداع، وبصيرة، وروابط مجتمعية عميقة تساعد على سد الفجوة بين السياسات والممارسات.
دور الحكومات المحلية والإقليمية في تمكين الشباب
تتمتع الحكومات المحلية والإقليمية بمكانة خاصة كونها الأقرب للمجتمعات، ما يمنحها القدرة على وضع سياسات شاملة، وتخصيص موارد، وخلق آليات لمشاركة الشباب في صنع القرار. وعبر دمج أولوياتهم في الخطط المحلية وتعزيز الشراكات مع منظماتهم، يمكن تحويل أفكارهم إلى حلول فعالة، بما يسرّع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة ويؤسس لجيل جديد من القادة. أهمية إضافية لليوم العالمي للشباب هذا العام يتزامن الاحتفال هذا العام مع الذكرى الثلاثين لبرنامج العمل العالمي للشباب، الذي يُعد إطارًا مرجعيًا للاعتراف بالشباب كقوة أساسية في التنمية المستدامة والحوكمة التشاركية. كما تأتي هذه الفعاليات استعدادًا للقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية المزمع عقدها في الدوحة نوفمبر المقبل.
فعاليات اليوم العالمي للشباب 2025
يُقام الاحتفال الرسمي في نيروبي، كينيا، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، بمشاركة قادة شباب ومسؤولي بلديات وصانعي سياسات وممثلي الأمم المتحدة، لتبادل الأفكار واستعراض الحلول المبتكرة لتعزيز دور الشباب في التنمية المحلية.
احتفالات الكومنولث
يستعرض الكومنولث التزامه طويل الأمد بتمكين الشباب من خلال برنامجه المخصص، عبر فعاليات تشمل: الحوار الأول للقيادة الشبابية الذي تستضيفه حكومة ناميبيا. ندوة إلكترونية تحضيرية لقمة الكومنولث النموذجية 2025. قمة أكرا في غانا من 18 إلى 20 سبتمبر لمناقشة التحديات الشبابية.
بث مباشر لترشيحات جوائز الشباب الكومنولث 2026. قمة طوكيو للكمبيوتر في 22 أغسطس. احتفالات عربية باليوم العالمي للشباب الإمارات العربية المتحدة أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الشباب هم "وقود وروح ومحرك نهضة الإمارات".
وفي رسالة عبر منصة "إكس"، أشاد بدورهم في قيادة طموحات الدولة نحو العالمية، مع وعد بتوفير أفضل بيئة لحياة الشباب عالميًا. المملكة العربية السعودية احتفلت المملكة بقيادة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بإطلاق إستراتيجية التنمية الشبابية التي تشمل 20 مبادرة لزيادة مشاركة الشباب اجتماعيًا واقتصاديًا، وتأسيس "الإدارة العامة للتنمية الشبابية" لدعمهم وإزالة العقبات أمامهم.
نحو مستقبل يقوده الشباب
مع دخول العالم المرحلة النهائية نحو تحقيق أهداف 2030، يدعو اليوم العالمي للشباب 2025 إلى استثمارات حقيقية في السياسات والبرامج التي تمكّن الشباب من المساهمة الفعالة محليًا وعالميًا، مؤكدًا أن دورهم هو حجر الأساس لمستقبل أكثر استدامة وعدلاً.