لم تعد روابط الألتراس مجرد مجموعات تشجيع رياضية تهتف من أجل فرقها، بل تحولت في السنوات الأخيرة إلى قوة اجتماعية وسياسية لها حضور مؤثر في الشارع، هذه المجموعات التي وُلدت في المدرجات، سرعان ما كسرت حدود الملاعب، لتصبح طرفًا حاضرًا في معادلات الاحتجاجات والحركات الاجتماعية، خصوصًا في العالم العربي.

نشأة الألتراس

وتعود نشأة الألتراس إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في أمريكا اللاتينية وأوروبا، حيث ظهرت كحركات منظمة تدعم الأندية بطريقة استعراضية باستخدام الأعلام والشماريخ والأهازيج؛ لكنها مع الوقت أصبحت أكثر تنظيمًا، تعتمد على هيكلية داخلية وشبكات تضامن قوية، ما منحها قدرة تتجاوز التشجيع الرياضي.

كيف نجحت الشرطة في التصدي لأعمال شغب الألتراس 

في مصر مثلًا، لعبت روابط الألتراس دورًا بارزًا في ثورة يناير 2011، خاصة روابط الأهلي والزمالك، لاسيما مواجهة الشرطة بالملاعب، وقدرتهم على الحشد والتنظيم السريع جعلتهم في طليعة المواجهات، وأصبح حضورهم في ميدان التحرير جزءًا من المشهد الثوري، وبمرور الوقت نجح الأمن المصري في التصدي لأعمال الشغب الذي كانوا يرتكبوها خارج أو داخل الملعب.

 

الالتراس في تونس والمغرب عقب ثورة 2011


في تونس أيضًا، لعبت مجموعات الألتراس دورًا مشابهًا خلال الثورة عام 2011، إذ خرجت من المدرجات إلى الشارع، لتصبح جزءًا من الحركة الاحتجاجية ضد النظام، وفي المغرب، استُخدمت أهازيج الألتراس كوسيلة للتعبير عن الغضب الاجتماعي والسياسي، حيث حملت العديد من الأغاني رسائل احتجاجية تتعلق بالبطالة والحرية والكرامة.

التداخل بين الألتراس والسياسة


لكن هذا التداخل بين الألتراس والسياسة لم يكن دائمًا في صالح الأنظمة، السلطات في عدة دول اعتبرت الألتراس تهديدًا مباشرًا، فحاولت تفكيك روابطهم ومنع أنشطتهم، في مصر، صدر قرار بحظر الروابط بعد أحداث بورسعيد 2012 التي راح ضحيتها أكثر من 72 مشجعًا أهلاويًا، في واقعة وصفت بأنها الأكثر دموية في تاريخ كرة القدم المصرية، ورغم ذلك ظلّت مجموعات الألتراس حاضرة بشكل غير مباشر، عبر الأهازيج التي تحولت إلى تراث شبابي مقاوم.

ويقول الخبير المغربي في شؤون الجماهير، هشام بوزيد: "الألتراس حركة اجتماعية حقيقية، لكنها تعكس حالة الشباب: الغضب، الحلم، والبحث عن صوت مسموع".