يبدأ العام الدراسي الجديد 2025–2026، في 20 سبتمبر المقبل، حسب الخريطة الزمنية التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم، في ظل نقص كبير في عدد المدرسين.
المعلم هو حجر الأساس في بناء العملية التعليمية، ومن أهم المكونات التي تعكس جودة النظام التعليمي.
في هذا التقرير المدفوع بالبيانات، يكشف 5 سياسة، إلى أين وصل العجز في المدرسين، ونصيب المدرس من التلاميذ مقارنة بالمؤشرات الدولية.
انخفاض 175 ألف معلم في 5 سنوات
وانخفض عدد المدرسين التربويين في المدارس الحكومية بأكثر من 175 ألف معلم، خلال آخر 5 سنوات، حسب تحليل بيانات مركز معلومات وزارة التربية والتعليم.
في العام الدراسي 2020/2021، كان عدد المعلمين يتخطى الـ 800 ألف، لكن هذا الرقم انخفض تدريجيا ليصل إلى 626 ألف معلم في العام الدراسي الماضي.
تسارع وتيرة نسبة الانخفاض في عدد المدرسين التربويين
كان انخفاض عدد المعلمين تدريجيا، حتى تسارعت وتيرته السنوات الأخيرة، حيث كانت نسبة الانخفاض أقل من 0.25 بالمئة، لكنها قفزت فجأة إلى 3 بالمئة عام 2022.
واستمرت نسبة الانخفاض في التسارع حتى وصلت إلى ذروتها في العام الماضي، مسجلة 14.5 بالمئة، بعدما كانت 3.3 بالمئة فقط في العام الدراسي 2023/2024.
المرحلة الابتائية الأكثر تأثرا بانخفاض عدد المدرسين
80 ألف مدرس تربوي، هو عدد الانخفاض في عدد المدرسين في المرحلة الابتدائية، آخر 5 سنوات، وهي المرحلة الأكثر تأثرا بانخفاض المدرسين، يليها المرحلة الإعدادية التي شهدت انخفاض 44 ألف معلم تربوي.
أما المرحلة الثانوية فتقلص عدد المدرسين التربويين فيها من 78 ألف معلم إلى 60 ألف، والثانوي الزراعي من 8 آلاف إلى 5.3 آلاف.
وفي الثانوي التجاري انخفض عدد المدرسين إلى الثلث فقط ليصبح قرابة الـ 18 ألف معلم.
وبنفس الوتيرة تأثرت مدارس الثانوي الفندقي، لينخفض عدد المدرسين التربويين إلى 1149 مدرسا فقط في العام الدراسي الماضي.
متوسط انخفاض المعلمين 23 بالمئة في المراحل التعليمية المختلفة
وتأثرت المدارسي الحكومية على مستوى الجمهورية، بانخفاض عدد المدرسين في الريف والحضر على حد سواء.
وفي الحضر انخفض عدد المدرسين في المرحلة الابتدائية من 166 ألف إلى 140 ألف، وبنفس الوتيرة تأثرت باقي المراحل المختلفة.
في الريف كان الانخفاض أكبر، حيث انخفض عدد المدرسين في المرحلة الابتدائية، قرابة 55 ألف معلم آخر 5 سنوات، وهذا العدد هو ربع عدد المدرسين التربويين الذين كانوا يعملوان في المدارس عام 20/21.
وبنفس النسبة تقريبا انخفض عدد المدرسين في المرحلة الإعدادية، حيث وصلت إلى 23%.
وكانت نسبة الانخفاض من 23 إلى 25 بالمئة في المراحل التعليمية المختلفة.
نصيب المدرس من التلاميذ
43.8 هي نصيب المدرس من التلاميذ في المرحلة الابتدائية، وهو أعلى معدل في المراحل التعليمية، وينخفض إلى مدرس لكل 38 طالب في المرحلة الإعدادية.
أما في الثانوي العام فيصل نصيب المدرس من الطلاب إلى 31، بينما يسجل الثانوي المعدل الأقل، بـ مدرس لكل 12 طالبا فقط.
مدرس لكل 80 طالب
لكن في الريف يزيد نصيب المدرس من التلاميذ، حيث يصل معلم لكل 80.3 طلب، في الثانوي الفندقي، وهو الأعلى على الإطلاق.
أما المرحلة الابتدائية في الريف، فتزيد عن المتوسط الإجمالي لكل المحافظات، حيث تسجل مدرس لكل 45.5 تلميذ.
وفي المرحلة الإعدادية يبلغ نصيب المدرس 39.3 تلميذ، بينما يسجل الثانوي الصناعي في الريف النصيب الأقل بـ 14.9.
نصيب المدرس من التلاميذ في المرحلة الابتدائية في المدارس المصرية، يزيد بـ 20 تلميذا عن المتوسط العالمي لنصيب المعلم من التلاميذ، والذي يقدر بـ 23 تلميذ فقط.
وهو ايضا أعلى من نصيب نظرائه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يبلغ 21 تلميذ فقط، بينما يسجل في مصر 43.8 تلميذ.
ويرجع السبب الرئيسي في هذا العجز الكبير في عدد المدرسين التربويين إلى عدم وجود تعيينات جديدة، وخروج عدد كبير من المعلمين إلى المعاش سنويا دون تعويضهم بمعلمين جدد، وأصبحت وزارة التربية والتعليم تواجه عجزا في عدد المدرسين يقدر بـ 655 ألف معلم، بحسب تصريحات سابقة لوزير التعليم محمد عبداللطيف.