شاركت المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي فى الاجتماع التاسع للجنة التوجيهية الثلاثية لتنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال فى مصر ودعم الأسرة 2018-2025.

شهد الاجتماع  حضور الدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومى للطفولة والأمومة، والسيد إيريك أوشلان مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، ورشا عبد الباسط رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الخارجية بوزارة العمل، والأستاذ عبد المنعم الجمل رئيس اتحاد نقابات عمال مصر، والسيدة مروة صلاح مدير المشروع بمكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، وممثلي الجهات المعنية والمجتمع المدنى .

وأكدت صاروفيم أن مكافحة عمل الأطفال قضية محورية تؤثر على مستقبل الأجيال والتنمية المستدامة، مشيرة إلى أن الدولة المصرية أولت هذا الملف أولوية خاصة اتساقًا مع دستور 2014 ورؤية مصر 2030، والتزمت بالاتفاقيات الدولية والتشريعات الوطنية التي تكفل حماية حقوق الطفل وفي مقدمتها اتفاقية حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال، كما أقرت التشريعات الوطنية التي تكفل حماية حقوق الطفل وضمان نشأته في بيئة آمنة.

وحول جهود وزارة التضامن الاجتماعى فى هذا الملف أوضحت نائبة وزيرة  التضامن الاجتماعي  ان الوزارة بالتعاون مع شركائها من المؤسسات الوطنية والدولية تقوم بتنفيذ عدد من المبادرات والبرامج النوعية لمكافحة عمل الأطفال، ومن أبرز هذه الجهود إنشاء 11 مركزًا متخصصًا لمكافحة عمل الأطفال موزعة على 9 محافظات، تقدم خدماتها لـ597 طفلًا. 

وتتمثل أنشطتها في توعية الأطفال بأضرار العمل المبكر وبحقوقهم التي يجب أن يتمتعوا بها، والتعريف بالمهن الخطرة، والعمل على إعادة دمج الأطفال في المجتمع، كما تقدم هذه المراكز برامج دعم للأسرة من خلال رفع وعي أولياء الأمور بأهمية التعليم، وتقديم المساندة المادية والاجتماعية لهم بما يساهم في حماية الأطفال من العودة إلى سوق العمل.
 
وفي إطار التعاون مع منظمة العمل الدولية، أُطلق برنامج “الصرخة” الذي يركز على نشر الوعي المجتمعي بقضية عمل الأطفال ومخاطرها، والتعريف بالمفاهيم الأساسية والاتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية ذات الصلة، فضلًا عن بناء القدرات المعرفية والمهارية للعاملين في الإدارات المسؤولة عن هذا الملف. 
 
وأشارت صاروفيم إلى الرؤية التكاملية للعمل والتدخلات التنموية للوزارة، حيث يسهم برنامج الدعم النقدي المشروط “تكافل وكرامة” من خلال مشروطية التعليم في تشجيع انتظام الأطفال في التعليم، وفيما يخص سلاسل عمل الأطفال في جمع الياسمين، فقد شاركت الوزارة في الحوار المجتمعي المتعلق بالأجر المعيشي للعاملين في هذا القطاع، سعيًا للإسراع بالقضاء على عمل الأطفال وتحسين ظروف العمل، وتمكين الأسر، وذلك بالتعاون مع وزارات العمل والزراعة والتنمية المحلية والتخطيط والتعاون الدولي، إلى جانب المجلس القومي للطفولة والأمومة والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ومحافظة الغربية ومنظمة العمل الدولية. 

وفي سياق موازٍ، نفذت الوزارة مبادرة “أنا موهوب” بالتعاون مع وزارة الثقافة ممثلة في المركز القومي لثقافة الطفل، وتهدف هذه المبادرة إلى اكتشاف مواهب الأطفال وتنميتها وتوجيهها الوجهة الصحيحة، وقد استهدفت المبادرة الأطفال الملتحقين بمراكز مكافحة عمل الأطفال في محافظات القاهرة والغربية والإسكندرية ومرسى مطروح والمنيا وشمال سيناء كمرحلة أولى، وتم تطبيق اختبارات الموهبة على 635 طفلًا في محافظتي القاهرة والغربية، وأسفرت النتائج عن تدريب 177 طفلًا موهوبًا في مجالات متعددة بالتعاون مع خبراء وزارة الثقافة.  
 
وأكدت صاروفيم أهمية الاستفادة من هذا الاجتماع لتقييم ما تم إنجازه والعمل على المرحلة القادمة وإن مكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال ليست مجرد التزام وطني تمليه القوانين والاتفاقيات، وإنما هي مسؤولية جماعية وأخلاقية تتطلب تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأسر، بهدف حماية أطفالنا من الاستغلال وضمان تمتعهم بحقوقهم كاملة في التعليم والحياة الكريمة وأن نضمن لكل طفل أن ينشأ في بيئة آمنة، وأن يحصل على فرصته في التعلم والنمو والمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل وطنه. 
 
ومن جانبه رحب السيد إيريك أوشلان مدير مكتب منظمة العمل الدولية  القاهرة بالمشاركين  فى الاجتماع التاسع للجنة التوجيهية الثلاثية الوطنية لتنفيذ الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال في مصر ودعم الأسرة (2018–2025)، ونحن نصل إلى المرحلة النهائية من هذه الخطة، فإنها لحظة مهمة للبناء على ما تحقق من إنجازات، ومعالجة أية فجوات، ووضع رؤية واضحة للخطة القادمة (2026–2030)، وذلك في ظل تحديات جديدة على أرض الواقع مع انتشار عمل الأطفال في المزيد من سلاسل التوريد، وهو ما يجعل الأمر أكثر إلحاحاً.

وأشار أوشلان إلى أن  مصر على مدى السنوات الماضية، حققت تقدماً ملحوظاً نحو الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بمكافحة عمل الأطفال، تماشياً مع اتفاقيات منظمة العمل الدولية التي صادقت عليها، وفي هذا السياق، قامت الحكومة المصرية، تحت إشراف وزارة العمل وبدعم من منظمة العمل الدولية، بإعداد الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال في مصر ودعم الأسر (2018–2025) في عام 2018، بهدف تعزيز الجهود ضد أسوأ أشكال عمل الأطفال، مع توفير حماية اجتماعية شاملة للأطفال والأسر المتأثرة.

وأكد ان منظمة العمل الدولية ملتزمة تماماً بالأولويات الوطنية من خلال الدعم الفني، وبناء القدرات، وتقديم أدوات عملية قائمة على الأدلة، ومواصلة  تعبئة الموارد مع الشركاء لتوسيع نطاق ما ينجح واستدامة النتائج.

الجدير بالذكر أن الاجتماع تناول عددا من محاور العمل من عرض  الآلية الوطنية لرصد وإحالة حالات عمل الأطفال فى مصر، وناقش الحضور القضايا ذات الاولوية من الجيل الثانى من الخطة الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الاطفال فى مصر ودعم الاسرة 2026-2030، كذلك تم استعراض دليل خدمات دعم الطفل والأسرة واستكمال البيانات المطلوبة.