وصف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو الاتفاق التجاري الأخير بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بأنه "يوم أسود" في تاريخ القارة الأوروبية، معتبرًا أن الاتفاق يمثل خضوعًا غير مقبول للضغوط الأمريكية، بحسب ما نقلته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد توصلا، أمس الأحد، إلى اتفاق إطاري جديد ينص على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على بعض الصادرات الأوروبية إلى السوق الأمريكية، وذلك خلال مفاوضات عُقدت في اسكتلندا، وسط حالة من الانقسام بين قادة أوروبا بشأن تداعيات الاتفاق.
وتمثل الرسوم الجديدة قفزة كبيرة مقارنة بالمتوسط الحالي للرسوم الجمركية والذي يبلغ 4.8%، حيث تفوق الزيادة الجديدة ثلاثة أضعاف هذا المعدل، ما أثار موجة من الانتقادات داخل أوساط أوروبية مختلفة، وعلى رأسها الحكومة الفرنسية.
وفي تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، قال بايرو: "إنه يوم مظلم عندما يستسلم تحالف الشعوب الحرة، الذي اجتمع دفاعًا عن قيمه ومصالحه، للضغوط الخارجية بهذه الصورة"، في إشارة إلى تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي لوّح سابقًا بفرض رسوم عقابية تصل إلى 30% إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل الأول من أغسطس المقبل.
في المقابل، لقي الاتفاق ترحيبًا من بعض القادة الأوروبيين؛ حيث وصفه المستشار الألماني فريدريش ميرز بأنه "خطوة عقلانية لتفادي تصعيد تجاري"، بينما أشادت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني بالاتفاق، معتبرة أنه "حافظ على المصالح الاقتصادية الأساسية للطرفين".
من جانبه، قال مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش إن الاتفاق يمثل "اختراقًا مهمًا" ساهم في تجنب اندلاع حرب تجارية واسعة بين أكبر اقتصادين في العالم.
ويُعد الاتفاق أحدث تطور في العلاقات التجارية بين بروكسل وواشنطن، والتي شهدت توترًا متصاعدًا في الأشهر الأخيرة بسبب الخلافات حول الدعم الصناعي والتوازن التجاري.