نعى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ببالغ الحزن، الأديب والروائي الكبير صنع الله إبراهيم، مؤكدًا أن الساحة الأدبية العربية فقدت أحد رموزها البارزين. وأشاد مدبولي بالإرث الأدبي الثري للراحل، الذي امتد لعقود وترك بصمات خالدة في الأدب العربي، حيث جسدت أعماله بعمق واقع المجتمع وتناقضاته، وارتقت بفن السرد ليصبح أحد أبرز مؤرخي العصر الحديث في قوالب روائية فريد.

صنع الله إبراهيم (مواليد 1937 – توفي 12 أغسطس 2025) يعد من أبرز الروائيين المصريين والعرب في النصف الثاني من القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، عُرف بجرأته في تناول القضايا السياسية والاجتماعية، وبأسلوبه السردي الذي يجمع بين التوثيق الفني والنقد اللاذع للواقع.

بدأ مسيرته الأدبية في ستينيات القرن الماضي بعد تجربة اعتقال سياسي في مطلع شبابه بسبب انتمائه للحركة اليسارية، وهي التجربة التي شكّلت جزءًا مهمًا من وعيه الإبداعي. من أبرز رواياته: تلك الرائحة (1966)، اللجنة (1981)، العمامة والقبعة، أمريكانلي، والنجمة. وتميزت أعماله باستخدام تقنيات "الرواية الوثائقية" حيث يمزج بين السرد الإبداعي والمواد الأرشيفية والأخبار الحقيقية.

رفض في عام 2003 تسلّم جائزة الدولة التقديرية احتجاجًا على السياسات الرسمية، ما عزز صورته ككاتب مبدئي يضع الموقف فوق المكاسب الشخصية. تُرجمت أعماله إلى عدة لغات، وحُوّل بعضها إلى أعمال فنية. ترك صنع الله إبراهيم إرثًا أدبيًا ونقديًا سيظل حاضرًا في وجدان القراء والمهتمين بالأدب العربي