أكد الرئيس الإيراني مسعود بازكشيان، في تصريحات عاجلة نقلتها "قناة القاهرة الإخبارية"، التزام بلاده الكامل بوقف إطلاق النار، مشددًا على أن إيران لن تخرق هذا الاتفاق طالما التزمت به إسرائيل.
وقال بازكشيان: "لن نكون البادئين بانتهاك وقف إطلاق النار، ولكن ردنا سيكون حاسمًا إذا تم الاعتداء علينا"، في إشارة إلى التطورات العسكرية الأخيرة التي شهدتها المنطقة، وتصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب على خلفية تبادل القصف والهجمات على منشآت عسكرية واستراتيجية.
وفي تحول لافت في لهجة الخطاب الرسمي، أبدى الرئيس الإيراني استعداد بلاده للعودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدًا أن الهدف الأول هو الحفاظ على مصالح الشعب الإيراني وتجنب المزيد من التصعيد العسكري. وقال: "نحن منفتحون على أي مبادرات دبلوماسية جادة تسعى لتحقيق الاستقرار، لكن لن نقبل بفرض الشروط تحت التهديد أو العدوان".
كما وجه بازكشيان انتقادات شديدة إلى الولايات المتحدة، متهمًا إياها بالتورط المباشر في الصراع إلى جانب إسرائيل، بعد فشل الأخيرة – حسب وصفه – في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية. وأضاف: "العدوان الأمريكي على منشآت نووية إيرانية لا يُعد فقط استفزازًا خطيرًا، بل هو خرق واضح للمقررات الدولية وميثاق الأمم المتحدة".
خلفية سياسية
تأتي تصريحات الرئيس الإيراني في وقت بالغ الحساسية، حيث تسود المنطقة حالة من الترقب بعد سلسلة من العمليات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وإيران، والتي أثارت مخاوف من اندلاع حرب شاملة قد تتجاوز حدود الصراع التقليدي بين الجانبين.
وكانت إيران قد أعلنت سابقًا أنها تمتلك القدرة على الردع، وأن منشآتها النووية تخضع لاستخدامات سلمية بإشراف دولي، وهو ما تنفيه إسرائيل والولايات المتحدة اللتان تتهمان طهران بالسعي لتطوير برنامج نووي لأغراض عسكرية.
من جانب آخر، تعوّل أطراف إقليمية ودولية على إمكانية إحياء المسار الدبلوماسي من جديد، خصوصًا بعد إعلان الرئيس الإيراني الاستعداد للعودة للمفاوضات، في وقت تبدو فيه الخيارات العسكرية محفوفة بالمخاطر، ليس فقط على دول المنطقة، بل على الاستقرار الدولي بأسره.